كشفت قناة “الجزيرة” عن تفاصيل المفاوضات الأخيرة التي أجرتها سلطات الأمن المصرية مع الرئيس الراحل محمد مرسي قبيل أسابيع قليلة من وفاته.
وذكرت مصادر حقوقية، على اطلاع على حال قيادات الإخوان المسلمين، أنه في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الماضي وبعد عيد الفطر مباشرة، جرت نقاشات في سجن العقرب شديد الحراسة (جنوب القاهرة) بين عدد من قيادات الإخوان ومسؤول أمني بارز من جهاز الأمن الوطني حول أسباب رفض مرسي تقديم أي تنازلات لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤية الإخوان للفترة المقبلة، وإمكانية القبول بمصالحة سياسية.
واستفسر مسؤول أمني بارز بجهاز الأمن من هذه القيادات عن مدى قبول مرسي للنقاش في هذه المرحلة، وعن المرشح من قيادات الإخوان الذي يستطيع أن يدير حواراً معه لاطلاعه على آخر التطورات.
وأكد هذا المسؤول الأمني للقيادي الإخواني المعتقل أن مرسي لن يعود رئيساً، وأن الجيش لن ينقلب على الرئيس السيسي، وأن الشعب لن يقوم بثورة وفق تقديرات جهاز الأمن الوطني.
كما طالب بالحصول على رد واضح من الإخوان بناء على ذلك في جلسة التخابر مع حماس، التي عقدت يوم السبت 11 يونيو الجاري والرد عليه.
ووفق المصادر فإن القيادات اتفقت على الاستمرار في رفض الانقلاب العسكري وما ترتب عليه، ودعت النظام لطرح رؤيته لحل الأزمة السياسية في البلاد.
ودأبت أجهزة الأمن – وفق المصادر – منذ يوليو 2013 حتى الآن على استدعاء قيادات جماعة الإخوان والمعارضة المعتقلين بسجن العقرب لسؤالهم عن مدى قبولهم بأي تنازلات لنظام السيسي، ومناقشتهم في الأفكار السياسية المطروحة، وكانت الإجابات متواترة برفض تقديم أي تنازل، ومطالبة السلطات بالتصحيح.
وطلبت المصادر عدم نشر اسم المسؤول الأمني أو القيادات التي استدعيت لمكتب جهاز الأمن الوطني بسجن العقرب.
ويضم سجن العقرب شديد الحراسة أبرز قيادات جماعة الإخوان، وأعضاء بالفريق الرئاسي الخاص بمرسي وعدداً من قيادات المعارضة.
وتوفي مرسي يوم الاثنين الماضي أثناء جلسة محاكمة، حيث تعرض لنوبة إغماء أثناء المحاكمة توفي على إثرها، وفق بيان النيابة العامة المصرية، ودفن بمقابر مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة، أمس الثلاثاء، عقب رفض السلطات دفنه في مسقط رأسه شمالي البلاد.
واتهمت منظمتا العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” الحقوقيتان الدوليتان الحكومة المصرية بعدم توفير الرعاية الصحية الكافية لمرسي ما أدى إلى وفاته.
وكان الرئيس الراحل أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد، ولم يستمر في الحكم إلا عاماً واحداً، إذ أعلن السيسي، الذي كان وزيراً للدفاع آنذاك، عزل مرسي من منصبه في الثالث من يوليو عام 2013.
وبعدها، لم يظهر مرسي إلا في مشاهد قليلة طيلة السنوات الست التي أمضاها في السجن، إذ ظهر على شاشات التلفاز وهو خلف القضبان بعد توجيه عدة اتهامات له، منها الهروب من السجن، والتخابر مع جهات أجنبية من بينها حركة حماس الفلسطينية.
اضف تعليقا