سمّن كلبك يأكلك.. هكذا لخص مراقبو الشأن اليمني تهديدات زعيم جماعة أنصار الله المدعومة إماراتيا والموالية لإيران باليمن، لـ أبو ظبي إذا لم تتوقف الأخيرة عن دعم جناح الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح، شريك الأمس.
ويبدو أن تحالف الشر في اليمن (الحوثي- صالح- الإمارات) قد بدأ في التفكك بعد تصاعد الخلافات بين الحوثي وصالح بعدما وصف الأخير جماعة الحوثي بالمليشيات، فردت الجماعة بمحاصرة بيت صالح ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
تهديد مباشر
“على الشركات في الإمارات ألا تعتبرها بلدا آمنا بعد اليوم” هكذا أطلق الحوثي، تهديدا صريحا، مساء الخميس (14 سبتمبر)، باستهداف أبوظبي، في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة له.
وأعلن الحوثي في مؤتمره ما قال إنها آخر تطورات التقدم في إمكانيات ميليشياته العسكرية، وأهمها وصول مدى قدراته الصاروخية إلى ضرب العاصمة الإماراتية، ليسجل أول “خطر مباشر” يتهدد أبوظبي بعدما ظلت المملكة العربية السعودية هي العدو الأساسي المعلن من جانب الحوثيين.
تطور خطير
التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية مهدت الأرض لإطلاق الحوثي تهديده النوعي، حيث تقترب شراكته الانقلابية على الثورة اليمنية مع الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، من النهاية.
يأتي هذا في وقت تقدم فيه تسريبات الصحف الغربية مؤشرات على قبول المملكة السعودية المنهكة بحربها الداخلية لتنصيب الفتى الطامح للعرش، لصيغة تسوية مع إيران حول ملفات المنطقة، ومنها الملف اليمني العالق.
انقلاب صالح على الحوثي
دون مقدمات، جاء إعلان “صالح” الحشد والتعبئة لأنصاره في صنعاء بدعوى “الاحتفال” بذكرى تأسيس حزبه (المؤتمر الشعبي العام) دون دعوة الحوثيين للحضور والمشاركة.
منذ ذلك الحين، والعلاقة متأزمة بينه وبين الحوثيين الذين اتهموه بمحاولة استعراض القوة والتخطيط لمحاولة “انقلابية” داخل معسكرهم المتحالف.
وبين حالة من الأخذ والرد المتتابعين، بلغ التوتر مداه بين الطرفين إلى حد الاشتباك المسلح وسقوط العديد من القتلى، وكانت آخر هذه الاشتباكات فى صنعاء بين اللجان الشعبية التابعة للحوثي من جانب وقوات من الحرس الجمهوري السابق، الموالي لصالح، من جانب آخر.
إقامة جبرية
لاحقا، تحدثت تقارير دولية عن أن مقر إقامة صالح يخضع لسيطرة حوثية كاملة، بما يعني خضوعه لما يشبه الإقامة الجبرية غير المباشرة، وربما تطور ذلك إلى اعتقاله في أية لحظة.
لم يعد خافيا أن مستقبل تحالف صالح والحوثي قد أوشك على الانهيار، إذ يرى مراقبون أن الإعلان الرسمي لانتهاء تحالف “الحوثي – صالح” ليس سوى مسألة وقت.
الإمارات كلمة السر
“في كل عمل ميليشياوي بالمنطقة، فتش عن الإمارات”.. هكذا تقول ممارسات دولة الإمارات التي درج نشطاء التواصل على وصفها بدولة المؤامرات العربية المتحدة.
تعقد المشهد اليمني إذن بسبب أبو ظبي وتدخلاتها، لا سيما بعد تواتر الأنباء عن “مفاوضات” جرت بين صالح والمسؤولين بدولة الإمارات حول مستقبل اليمن.
وتقول التحليلات إن استقبال الإمارات لنجل صالح منذ أسابيع جاء ضمن صفقة تضمنت أن يفكك المخلوع تحالفه مع الحوثيين مقابل ضمان مستقبل سياسي له في “اليمن الجديد”.
وبدا واضحا أن الحوثيين قد اطلعوا على تفاصيل التفاوض الإماراتي مع صالح، ومن هنا جاء تهديد “الحوثي” بقصف أبوظبي بمثابة رسالة إلى الداخل والخارج معا، مفادها أن أي تسوية إقليمية لا تضمن الهيمنة الكاملة للحوثيين على الشمال اليمني لن تكون مقبولة.
في ظل هذا الواقع المضطرب، يترقب المواطنون اليمنيون نهاية هذا العبث السياسي الذي خيّم على البلاد منذ أن شحنت إيران والإمارات قوات الحوثي بالدعم اللوجيستي العسكري والسياسي لتصنع منهم خلية مليشياوية نافذة إلى جوار المخلوع صالح ،و بذلك يسقط الشعب اليمني في شراك أكبر شبكة إجرامية برعاية دولية في تاريخ اليمن الذي لم يعد سعيدا.
اضف تعليقا