جاء موقف السفير الروسي في مصر بعد رفضه الخضوع لإجراءات التفتيش في مطار شرم الشيخ، وذلك وفقا لصحيفة “المصري اليوم” ، ليلقي الضوء على أزمة السياحة الروسية في مصر وموقف القاهرة منها

وكانت المصري اليوم قالت إن “سيرغى كير بيتشينكو”، السفير الروسي في القاهرة، رفض إجراءات التفتيش الدقيقة أثناء عودته للقاهرة، بعد مشاركته في مؤتمر الشمول المالي الذي انعقد في شرم الشيخ. وأضافت الصحيفة نقلا عن شهود عيان قولهم إن السفير رفض إجراءات التفتيش التي يخضع لها المسافرون، ورفض السفر عبر المطار، وعاد بالسيارة عبر الطريق البري من شرم الشيخ للقاهرة.

روسيا تشرف على مراقبة مطار شرم الشيخ

يذكر أن مطار شرم الشيخ خضع لتطوير إجراءات التفتيش ومنظومة الأمن، خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، ورحبت سلطات مطار شرم الشيخ بجميع الوفود الأمنية الروسية- الإنجليزية التي تابعت تطوير منظومة التفتيش، حيث طالبت اللجان والوفود الأمنية بإجراءات تفتيش دقيقة حتى تعود السياحة الروسية والإنجليزية.

القرار الروسي الخاص بوقف السياحة الروسية إلى مصر صدر بعد 8 أشهر من فرض رقابة أمنية روسية على المطارات المصرية للتأكد من سلامة الإجراءات الأمنية؛ أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي، أوليج سيرومولوتوف،  وأرجعه إلى الاضطراب الأمني في سيناء، التي تنشط بها عناصر تنظيم “ولاية سيناء”، مستبعدا عودة السياح الروس لمصر أو استئناف رحلات الطيران قريبا.

وتراجعت السياحة في مصر عام 2016 بنسبة 68.4% في المائة فيما تراجعت السياحة الروسية بنسبة 97.7 في المائة، بينما خسر القطاع 3 مليارات دولار، وفقا للبيانات الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وبرر المحللون الرفض الروسي بأن النظام المصري أصبح مجرد لعبة بيد الأطراف الدولية وأنه يمد يده للتسول في كل الاتجاهات، مؤكدين أن القرار الروسي سياسي بالأساس، معتبرين أن المخاوف الروسية من الملف الأمني في سيناء؛ ليست الوحيدة خلف القرار، مشيرين لمخاوف روسية من توجه عبدالفتاح السيسي نحو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حساب تقارب السيسي وبوتين.

شروط روسيا لعودة السياحة الى مصر:

وضعت روسيا عدة اشتراطات أمنية للسماح بعودة السياح الروسي إلى مصر، في خطوة وصفها كثيرون بالتعجيزية والمذلة للنظام المصري.

ووفقا لتقرير لصحيفة “إزفيستيا” الروسية، فإن موسكو تشترط لعودة السياحة الروسية لمصر بناء صالات خاصة للسياح الروس والطائرات الروسية في مطارات مصر، أو على الأقل تخصيص مخارج ومداخل خاصة فقط بالسياح الروس في المطارات المصرية.

وأضافت الصحيفة أن موسكو اشترطت أيضا أن يقوم متخصصون روس بتنفيذ عمليات التأمين والتفتيش الجمركي والجوازات وتفتيش حقائب الركاب الروس داخل تلك الصالات لضمان سلامتهم.

وأكدت “إزفيستيا” أن المسئولين المصريين والروس يتفاوضان حاليا على أماكن هذه الصالات لتناسب السياح والطائرات الروسية، مضيفة أنه سيتم استئجار واحدة من الصالات في أحد المطارات كمرحلة أولى.

ماهو موقف مصر من كافة الشروط الروسية؟

كانت مفأجاة أن تقوم الحكومة المصرية بتلبية كافة مطالب روسيا الخاصة بالسياحة الروسية على الرغم من صعوبتها ، وذلك وفق ما قالت وزارة النقل الروسية، من إن مصر نفذت جميع التوصيات التي قدمها الخبراء الروس خلال زيارتهم للقاهرة بشأن ضمان الأمن في المطارات المصرية.

ونقلت شبكة “روسيا اليوم” الروسية عن نائب وزير النقل الروسي أوكولوف قوله إن وفد المختصين الروس في مجال الطيران على استعداد للقيام بزيارة جديدة إلى مطارات مصر من أجل تفقد الوضع الأمني فيها، في غضون 7 إلى 10 أيام، حال تلقي دعوة مناسبة من قبل القاهرة، مشيرا إلى أن وزارته لم تتلق بعد أية دعوة لإجراء عملية تفقد جديدة في المطارات المصرية.

حصاد سياحي متراجع في مصر:

زار أكثر من 14.8 مليون سائح مصر عام 2010 وانخفض العدد إلى 9.8 مليون عام 2011. وتجدر الإشارة إلى أن خسائر مصر جراء رحيل السياح الروس والبريطانيين بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية، قدرت بنحو 4 ملايين دولار يوميا، حيث تشكل عائدات قطاع السياحة 11.5% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، بحسب وزارة السياحة المصرية ، التي أكدت أن روسيا تحتل المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث بلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر بهدف السياحة عام 2014 نحو 3.16 مليون سائح.