ذكرت وكالة أنباء الإمارات، أنَّ هيئة الطيران المدني الإماراتية حثَّت، السبت 22 يونيو/حزيران 2019، المشغِّلين الجويّين المسجلين بالدولة، على اتخاذ التدابير اللازمة في ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة.

وقال بيان للهيئة، السبت 22 يونيو/حزيران 2019: «وجَّهت الهيئة المشغِّلين الجويَّين المسجلين في الدولة بتقييم مناطق الطيران المتأثرة، ووضع التدابير اللازمة لتفادي التشغيل في المناطق التي قد تُعرض عمليات الطيران المدني للخطر».

وقالت بعض شركات الطيران العالمية، الجمعة 21 يونيو/حزيران 2019، إنها تغيّر مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عمان، بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أمراً طارئاً يحظر على شركات الطيران الأمريكية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر.

وجاء القرار بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية مسيَّرة من على ارتفاع كبير، بصاروخ سطح/جو، الأمر الذي أجَّج مخاوف من الخطر على سلامة الرحلات التجارية.

وإسقاط الطائرة غير المسلحة، وهي من طراز جلوبال هوك، التي تستطيع التحليق على ارتفاع يصل إلى 18300 متر، هو الأحدث في سلسلة من الحوادث في منطقة الخليج، الشريان الحيوي لإمدادات النفط العالمية، شملت هجمات على ست ناقلات نفط.

وفي منشور منفصل لشركات الطيران اطلع عليه عربي بوست، قالت الإدارة إن تطبيقات تتبع مسارات الرحلات الجوية تُظهر أنَّ أقرب طائرة مدنية كانت في نطاق حوالي 45 ميلاً بحرياً من الطائرة المسيرة التي أسقطها صاروخ إيراني.

 

الحظر سيظل سارياً حتى إشعار آخر

وقالت «كان هناك العديد من الطائرات المدنية العاملة بالمنطقة وقت عملية الاعتراض»، وأضافت أن الحظر سيظل سارياً حتى إشعار آخر.

وقبل ذلك بساعات، علَّقت شركة يونايتد إيرلاينز رحلاتها بين مطار نيوارك في نيوجيرسي ومدينة مومباي الهندية بعد مراجعة أمنية.

وقالت شركات كاثاي باسيفيك، وهي شركة الخطوط الجوية الوطنية لهونغ كونغ، والخطوط الجوية الماليزية، وكانتاس الأسترالية، وسنغافورة إيرلاينز، ولوفتهانزا الألمانية، والخطوط الجوية البريطانية، و(كيه.إل.إم) الهولندية إنها تحوَّل مسار طائراتها لتفادي المنطقة.

وأظهر موقع (فلايت رادار 24) الإلكتروني، المعني بتتبع مسار الرحلات الجوية، أنَّ طائرات شركتي طيران الإمارات والاتحاد للطيران كانت تحلق في المنطقة في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، لكن الشركتين قالتا في وقت لاحق إنهما حوّلتا مسار الرحلات.

 

الخطر حقيقي

قالت إدارة الطيران الاتحادية إنها لا تزال قلقة من تصاعد التوتر، ومن النشاط العسكري على مقربة شديدة من مسارات طائرات مدنية، ومن استعداد إيران لاستخدام صواريخ طويلة المدى في المجال الجوي الدولي دون سابق إنذار، أو دون التحذير قبل وقت كافٍ.

وفي يوليو/تموز 2014، أُسقطت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية في الرحلة إم.إتش17 بصاروخ فوق أوكرانيا، مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 298، الأمر الذي دفع شركات الطيران لاتخاذ المزيد من التحركات، لكشف أي تهديدات لطائراتها.

لكن خبراء في مجال السلامة يقولون إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن عدم تبادل معلومات المخابرات بين الحكومات بشكل كافٍ، وعدم استعداد بعض الدول المتورِّطة في صراعات للكشف عن معلومات، أو التضحية برسوم عبور سماواتها.

ولا ينطبق الحظر الأمريكي على شركات طيران من دول أخرى، لكن شركة أو.بي.إس جروب، التي تقدم لشركات الطيران إرشادات تتعلق بالسلامة، قالت إن شركات طيران عالمية ستأخذ هذا الحظر في الحسبان.

وقالت المجموعة «منذ حادثة الرحلة إم.إتش17، تعتمد كل الدول على نصائح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، لتسليط الضوء على مخاطر المجال الجوي… إن خطر إسقاط طائرة مدنية في جنوب إيران خطر حقيقي».

ووضع قيود على مسارات الرحلات الجوية يعقّد جهود الحفاظ على السيولة في تلك المسارات، في منطقة يتسم فيها المجال الجوي بالتكدس بالفعل، بما يعود جزئياً إلى صراعات جعلت التحليق فوق دول بعينها نوعاً من المخاطرة.

وأظهر موقع فلايت رادار 24 في الساعة 0820 بتوقيت غرينتش، الجمعة، أنَّ رحلات الخطوط الجوية القطرية تمر عبر المنطقة المحظورة على شركات الطيران الأمريكية.

وقال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية لرويترز، يوم الإثنين، قبل إسقاط إيران للطائرة المسيّرة الأمريكية: «الخطوط القطرية لديها خطة بديلة محكمة تماماً لأي احتمالات، بما في ذلك إذا اندلع صراع في منطقتنا».

ولم ترد الخطوط الجوية القطرية بعد على طلب بالتعليق، الجمعة، عمّا إذا كانت قد أصدرت أوامر جديدة لطائراتها منذ إسقاط الطائرة المسيرة.

وقالت شركة الاتحاد للطيران، التي ذكرت في وقت سابق أنها تراقب الوضع، في بيان في وقت لاحق، إنها وافقت على تغيير عدد من مسارات الطائرات من وإلى الخليج، بعد مشاورات مع الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.

 

تعليق الرحلات

قالت شركة يونايتد إنها علقت رحلاتها إلى الهند عبر المجال الجوي الإيراني، بعد «مراجعة شاملة للسلامة والأمان». ولم تحدد إلى متى سيستمر التعليق.

وذكر متحدث باسم الشركة أن المسافرين الذين يسافرون من مومباي إلى مطار نيوارك، سينتقلون إلى رحلات بديلة للعودة إلى الولايات المتحدة.

وذكر متحدث باسم لوفتهانزا أن طائرات الشركة تتفادى أجواء مضيق هرمز، منذ أمس الأول الخميس. وأضاف أن لوفتهانزا مدَّت الحظر فوق إيران، الجمعة، لكن الشركة لا تزال تخدم العاصمة طهران.

وقال متحدث باسم (كيه.إل.إم) الهولندية، أمس الجمعة، إن الشركة لم تعد تحلق فوق مضيق هرمز، بينما قالت الخطوط الجوية البريطانية إنها ستلتزم بتعليمات إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية، وستستخدم مسارات بديلة.

 

الخطوط الجوية الماليزية

قالت الخطوط الجوية الماليزية إنها تتفادى المجال الجوي، الذي سبق واستخدمته في رحلات بين كوالالمبور ولندن وجدة والمدينة.

وأضافت: «الشركة تتابع الوضع عن كثب، وتتحرك وفقاً لعدة تقييمات، بما في ذلك تقارير أمنية وإخطارات للطيارين».

وذكرت كانتاس أنها تعدل مسار رحلاتها لتفادي مضيق هرمز وخليج عمان حتى إشعار آخر. بينما قالت الخطوط الجوية السنغافورية إن بعض رحلاتها قد تلجأ لمسارات أطول لتفادي المنطقة.

 

أمريكان إيرلاينز ودلتا

والخميس قالت شركتا طيران أمريكيتان أخريان، هما الخطوط الجوية الأمريكية (أمريكان إيرلاينز)، ودلتا إير لاينز، إن طائراتهما لا تحلق فوق إيران.

كما قالت شركتا الطيران اليابانيتان «جابان إيرلاينز» و «إيه.إن.إيه هولدينج» إنهما أيضاً تتجنَّبان التحليق فوق المنطقة.