توجه الناخبون الموريتانيون السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس من بين 6 مرشحين، أبرزهم وزير الدفاع السابق الفريق الأول محمد ولد الغزواني ورئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر.

وسيشكل هذا الاقتراع أول انتقال للسطة من رئيس انتهت ولايته إلى آخر منتخب في موريتانيا، التي هزتها سلسلة انقلابات بين 1978 و2008.

ومن أبرز المرشحين وزير الدفاع الساق محمد ولد الغزواني وهو جنرال متقاعد ويحظى بدعم أحزاب الأغلبية الحاكمة والرئيس المنتهية ولايته ولد عبد العزيز، فيما ينافسه بقوة مرشح المعارضة الأبرز رئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من الإسلاميين وبعض أحزاب المعارضة الأخرى ومن بينها حزب “الاتحاد والتغيير الموريتاني”.

كما يتوقع أن يتمكن المرشح الرئاسي الناشط الحقوقي المدافع عن الأرقاء والأرقاء السابقين بيرام الداه اعبيد، من نتائج قوية خلال هذه الانتخابات.

مخاوف التزوير  

وأبدت المعارضة الموريتانية خشيتها من أن تكون السلطات تخطط لعمليات تزوير كبيرة لهذه الانتخابات التي تعتبر حاسمة.

ويقول إمام الدين ولد أحمد، عضو اللجنة الإعلامية لمرشح المعارضة الأبرز سيدي محمد ولد بوبكر، إن مخاوف التزوير قائمة، وإن هناك مؤشرات قوية على أن السلطات قد تقوم بعمليات تزوير واسعة أو تلاعب بنتائج التصويت.

ولفت إلى أن من بين المؤشرات التي تظهر أن هناك مساع للتزوير، غياب أي تمثيل للمعارضة في لجنة الانتخابات، واعتماد بطاقات تصويت بلا أرقام تسلسلية للمرة الأولى في تاريخ البلد، وغياب مراقبة دولية.

وتحدث ولد أحمد عن قيام السلطات بترهيب الموظفين الحكوميين من أجل إجبارهم على التصويت لمرشح السلطة، لافتا إلى أنهم في المعارضة اتخذوا إجراءات للتصدي لمحاولات تزوير الانتخابات، من بينها نشر نحو 4 آلاف ممثل في جميع مكاتب التصويت في عموم البلاد.

وقال إن المعارضة تعول على دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في كشف أي محاولات للتزوير.

في المقابل، يرى أحمد ولد المامي، القيادي في الأغلبية الداعمة لمرشح السلطة محمد ولد الغزواني أن مخاوف المعارضة بشأن تزوير الانتخابات غير واردة، مضيفا أن الانتخابات تشرف عليها لجنة يرأسها شخص معروف بقربه من المعارضة.

وأضاف أن كل الضمانات اتخذت من أجل تنظيم عملية انتخابية شفافية.

وتابع:”هناك نحو 100 مراقب دولي بالإضافة إلى ممثلين في المكاتب عن المترشحين،  والعديد من المراقبين التابعين لمنظمات المجتمع المدني، كما أنه ليس هناك مبرر للتزوير فالمرشح محمد ولد الغزواني يمتلك قاعدة شعبية كبيرة وسيفوز من الشوط الأول بسهولة”.

ويشارك في التصويت بانتخابات رئاسيات موريتانيا نحو مليون ونصف المليون ناخب، لاختيار رئيس لهم، ولم يترشح الرئيس الحالي للانتخابات “ولد عبد العزيز” الذي شغل المنصب لولايتين متتاليتين، ولا يسمح له الدستور بثالثة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الموريتانية، فإن عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية بلغ 1544132 ناخبا، موزعين على 3862 مكتبا في جميع أرجاء موريتانيا.

وتفتح مراكز الاقتراع من السابعة صباحا إلى السابعة مساء بتوقيت غرينتش، بينما يتوقع أن تعلن النتائج الأولية مطلع الأسبوع المقبل.

وبموجب اللائحة التي اعتمدها المجلس الدستوري الموريتاني، والتي نشرتها الحكومة الموريتانية في الثاني عشر من أيار/ مايو 2019، فسيقتصر السباق إلى الرئاسة الموريتانية في اقتراع السبت على ستة مترشحين، هم: وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواي، والوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، ورئيس اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، ورئيس حركة إيرا الحقوقية بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، والسياسي كان حاميدو بابا، والإداري المالي محمد الأمين ولد المرتجى.