أكد الباحث الرئيسي في مركز «كارنيغي» للشرق الأوسط في بيروت، الدكتور «يزيد صايغ»، إن توقيع بريطانيا اتفاقية مع قطر لبيع 24 طائرة حديثة من طراز «تايفون»، هي صفقة اقتصادية لكنها تحمل دلالة سياسية تتمثل في محاولة التأكيد على أن دولا غربية رئيسية تنظر إلى قطر كحليف موثوق يستطيع الحصول على أسلحة متطورة.

وأضاف في حوار مع إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية، أن الصفقة تدعم أن «قطر ليست مصدرا للإرهاب أو أنها ليست في صف إيران، وقد سبق لقطر أن عقدت صفقة مشابهة مع الولايات المتحدة، بعد اندلاع الأزمة الخليجية، فالدلالة ليست عسكرية لأن وصول الأسلحة يستغرق فترة طويلة»، متابعا: «إذن، مغزى الصفقة هو سياسي بالجوهر، وهو نوع من الاستمالة، يعني استمالة دول غربية رئيسية للدفاع عن قطر ضد المزيد من الضغط من قبل الأطراف المعادية لها في الخليج».

ووقعت قطر، الأحد الماضي، اتفاق نوايا مع بريطانيا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون».

وردا على سؤال عن كون الصفقة التي وصفتها وزارة الدفاع البريطانية بأول صفقة كبيرة مع قطر، انحيازاً بريطانياً إلى جانب الدوحة في الأزمة، قال: «من الواضح أن بريطانيا من خلال عقد هذه الصفقة، ترسل رسالة سياسية واضحة أنها تقف إلى جانب قطر بما يتعلق بتأكيد سيادتها وأمن وسلامة أراضيها وحمايتها من أي عدوان خارجي».

واستدرك: «لكن هذا لا يعني انحيازا بريطانيا كاملا مع قطر ضد الأطراف المقابلة لها في مجلس التعاون الخليجي، خصوصا السعودية والإمارات، لذلك يمكن أن نعتبر انحياز بريطانيا لقطر هو انحياز شكلي وجزئي فقط، لأنها انحازت فقط لتأكيد ما هو واضح أصلا، وذلك أن قطر عضو بالأمم المتحدة، ولا يجوز الاعتداء عليها عسكريا، كما لا يجوز فرض حظر بحري أو جوي عليها بقوة السلاح».

 

وتابع أن «بريطانيا عمليا لا تقوم بشيء سوى تأكيد ما هو مؤكد أصلا، وهذا لا يعتبر انحيازا كاملا لقطر على حساب الدول الأخرى، خصوصاً أن هناك علاقات تجارية واقتصادية بريطانية واسعة جداً مع السعودية والإمارات، فهي تزود السعودية بالذخائر التي تستخدم في الحرب باليمن، لذلك فمن الصعب أن تعتبر السعودية بريطانيا منحازة لقطر، وإن كانت ستنزعج لهذه الرسالة السياسية الواضحة».