خرج مئات الآلاف من الجزائريين في أنحاء البلاد إلى الشوارع للتظاهر في الجمعة العشرين منذ بداية الحراك الشعبي.
واحتقل الجزائريون هذه الجمعة بذكرى الاستقلال بطريقة مختلفة وبطعم مميز، لأن العيد عاد ووجد الجزائريين في حال أفضل، ففي اليوم نفسه من العام الماضي، كان « الكادر » ( صورة الرئيس السابق بوتفليقة داخل إطار) هي من تتصدر احتفالات رسمية بروتوكولية غاب عنها الشعب، لأنه كان يشعر بأن استقلاله سرق منه، لكن هذه المرة نزل الجزائريون إلى الشارع وكلهم فخر لأنهم نجحوا في إسقاط مشروع الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، ونجحوا أيضا في دفعه إلى الاستقالة قبل نهاية ولايته الرئاسية، كما تخلصوا من معظم رموز وأركان حكمه الذين يقبع جلهم في السجون، ونزلوا أيضا وكلهم أمل في استكمال هذه المعركة حتى تحقيق النصر، والوصول إلى بناء دولة ديمقراطية حقيقية قوامها الحق والقانون واحترام الحريات.
ورفع المتظاهرون عدة شعارات ترمز إلى ذكرى الاستقلال وإلى الهبة الشعبية التي خرجت يوم الثاني والعشرين من فبراير لتقول لا لولاية خامسة، ولتقول أيضا لا لاستمرار نظام بوتفليقة في استعباد الجزائريين ونهب خيراتهم، ونادى المتظاهرون الذين نزلوا منذ الساعات الأولى للصباح بالحرية والديمقراطية، وطالبوا بضرورة رحيل بقايا رموز حكم بوتفليقة وفي مقدمتهم حكومة نور الدين بدوي التي يبقى رحيلها شرط أساسي للانطلاق في أي مسار حل، وبدا أن هناك نوع من التجاوب مع الدعوة التي أطلقها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، مع إبداء بعض التحفظات بخصوص آليات تجسيد هذه الدعوة، وأيضا المطالبة بضمانات مثل تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وإطلاق سراح سجناء الرأي الذي تم توقيفهم خلال الأيام والأسابيع الماضية.
اضف تعليقا