رصد تقرير حديث، تصاعدا كبيرا في حدة التحريض والكراهية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي في (إسرائيل)، ضد اليهود من أصل إثيوبي بعد احتجاجاتهم خلال الأيام الماضية.

وقالت مؤسسة “بيرل كتسنلسون” (خاصة) في تقرير لها حصلت، الأربعاء: “بدأ احتجاج المجتمع الإثيوبي كصرخة حادة ومؤلمة، وسرعان ما أصبح أداة يمينية للتلاعب الرخيص الذي يزيد من كراهية الإخوة لبعضهم البعض”.

وقد تأسست مؤسسة “بيرل كتسنلسون” عام 1946، وتقول إنها تعمل منذ ذلك الحين على تعزيز وتشجيع قيم المساواة والعدالة الاجتماعية في (إسرائيل)، من خلال العمل على المستوى الجماهيريّ والمستوى التربويّ والتأهيليّ.

وكان آلاف اليهود من أصل إثيوبي نظموا خلال الأيام الماضية، احتجاجات واسعة في (إسرائيل)، للتعبير عن غضبهم على مقتل الشاب “سلمون تاكه”، 19 عاما، برصاص شرطي إسرائيلي.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 111 من عناصرها واعتقالها أكثر من 150 يهوديا من أصل إثيوبي في هذه الاحتجاجات التي تم فيها إغلاق مفترقات طرق رئيسية، ورشق قوات الشرطة بالحجارة وإضرام النيران في إطارات السيارات.

واستنادا إلى مؤسسة “بيرل كتسنلسون”، فإن تعبيرات الكراهية ضد المجتمع الإثيوبي، ارتفعت 40 ضعفا خلال الأسبوع الماضي.

وقالت: “منذ اندلاع الاحتجاج، وجدنا أنفسنا منخرطين بشكل غريب لعدة أيام، بدلاً من الحديث عن الوضع المحزن للمجتمع الإثيوبي، في ادعاء لا أساس له من الصحة بأن المنظمات اليسارية المتطرفة هي التي تعمل على تأجيج الاحتجاج وتقوده نحو المشارب العنيفة”.

وأضافت: “ادعى عضو الكنيست نير بركات (ليكود) ونجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو، أن الأموال الأجنبية فجرت الاحتجاجات، وساندتهما بعض وسائل الإعلام في محاولة لتصفية الاحتجاج”.

وتابعت المؤسسة: “بدلاً من قضاء الوقت في النظر بتعمق عن محنة المجتمع الإثيوبي: النسبة المئوية للفقر، وحالة (الغيتوهات) التي يعيشون فيها، وصعوبة الحراك الاجتماعي ومظاهر العنصرية التي يعانونها في حياتهم اليومية، أجرت القنوات التليفزيونية الرئيسية المقابلات مع النساء والرجال الذين تعثروا في الاختناقات المرورية وتسببت في تأخرهم على النوادي الرياضية وورش الشوكلاته من كل الأنواع”.

وقالت: “وصف مراسل الشرطة على القناة 12 المتظاهرين بالمتوحشين، وزعمت صحيفة ماكور ريشون، أن منظمة يسارية كانت وراء الاحتجاج بهدف الإطاحة بالحكومة اليمينية”.

واستدركت أن المؤسسات التي تعنى بشأن اليهود من أصل إثيوبي قالت: “لا توجد منظمة تقف وراء الاحتجاج ولا ترافقه، هذا احتجاج نشأ في الميدان بسبب الألم الحقيقي الناتج عن الظلم الذي يتعرض له المدنيون ذوو البشرة السوداء”.

واستنادا إلى دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، في تقرير اطلع عليه مراسل الأناضول، فإنه في نهاية العام 2017 بلغ عدد اليهود من أصل إثيوبي في (إسرائيل) 148 ألفا، بينهم 87 ألفا ولدوا في إثيوبيا و61 ألفا ولدوا في (إسرائيل) لآباء ولدوا في إثيوبيا.