نشر موقع (ان بي سي نيوز) الأمريكي الثلاثاء الماضي مقالاً للجنرال الأمريكي “تشارلز والد” هاجم فيه دولة قطر وأشاد بالحصار المفروض عليها معتبراً قرار المقاطعة الدبلوماسية من بعض جيرانها قراراً سليماً.

 

ودعا “والد” الرئيس ترامب إلى تحذير أمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني من الاستمرار في انتهاج ذات السياسيات الخارجية للبلاد خاصة المتعلقة بإيران ودعم بعض الكيانات الإرهابية -على حد قوله- وإلا كانت عاقبة ذلك سحب القاعدة الأمريكية من قطر، وفقدان دعم واشنطن.

 

وأضاف الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية “تشارلز والد” إنه أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  فرصة مثالية، لإيصال هذه الرسالة للدوحة بصورة واضحة عندما يلتقي بالأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الثلاثاء في البيت الأبيض، وشدد على أن الوقت الحالي هو الوقت الأنسب كي تستخدم الإدارة الأمريكية كامل أدواتها للضغط على قطر بشرحها العواقب الوخيمة التي قد تواجهها في حال استمرت في لعبتها المتمثلة في التقرب من طرفي النزاع، في إشارة للنظام الإيراني والولايات المتحدة، مؤكداً أن عليها الاختيار بين الطرف الذي تريد أن تقف بجانبه وأن يقدم لها الدعم في المقابل.

 

وأوضح “والد” في مقاله أن السبب الرئيسي وراء هذه التحذيرات ومطالبته للإدارة الأمريكية بإغلاق القاعدة الجوية العسكرية في الدوحة هو الخطر الذي تشكله إيران، التي يراها من أهم المحرضين على الإرهاب الذي ترعاه الدولة في الشرق الأوسط والعالم، والعدو الأبرز لأمريكا، خاصة بعد إعلانها أنها ستسرع من وتيرة عملها في برنامجها النووي، وقيامها بمهاجمة ناقلات النفط الأجنبية والطائرات المسيرة الأمريكية.

 

“تشارلز والد” هو جنرال أمريكي متقاعد، كان يخدم في سلاح الجو الأمريكي ومعروف عنه تأييده الكبير للكيان الصهيوني، وهو الذي اقترح أن تدعم واشنطن إسرائيل إذا قررت الأخيرة شن هجوم عسكري على إيران.

ويعد “والد” من أبرز الداعمين لدول الحصار على قطر، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، حيث صرح بذلك في أكثر من مناسبة رسمية، كما حضر مؤتمرات واجتماعات تدعم من موقف دول الحصار ضد قطر، كمؤتمر “المعارضة القطرية” الذي نظمه المعارض القطري خالد الهيل في لندن في سبتمبر/أيلول 2017، والذي هاجم خلاله النظام القطري برعاية دول الحصار وخاصة الإمارات.

 

وقد اعتبر “والد” دولة الإمارات من أكبر الشركاء الإقليميين للولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً أن الجيش الأمريكي يمكن أن “يتوسع بسهولة في دول شركائنا الإقليميين الآخرين مثل السعودية والإمارات أو حتى الأردن”، وأن “نقل قوات أمريكا المنشورة حاليًا في قطر ليس بنفس الصعوبة التي قد يتصورها المرء، ويمكن القيام به بسرعة وبدون عناء؛ نحن لا نعتمد، ولن نعتمد أبدا، على قاعدة عسكرية واحدة”.

 

واختتم الجنرال الأمريكي حديث بنصيحة قدمها للرئيس الأمريكي: “يجب أن يقول ترامب الآتي للأمير تميم بن حمد: ستبقي الولايات المتحدة على القاعدة الجوية داخل قطر وتستمر في الاستثمار فيها في حالة واحدة فقط؛ إذا انضممتِ مجددًا إلى مجلس التعاون الخليجي وقطعتِ علاقاتك مع إيران… القرار لك!”.

 

المقال المُشار إليه لا يختلف كثيراً عن النبرة التي يتحدث بها المسؤولون في دول الحصار تجاه قطر وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يبدو أنها استعانت بـ “والد” كي يكتب هذا المقال، حيث استخدم “والد” في مقاله ذات التوصيفات التي يستخدمها دبلوماسيون بارزون في دول الحصار في الإشارة لقطر، والتي قال عنها أنها “ملاذ الرفاهيات” للإرهاب الإسلامي؛ وأرض غنية خصبة للإرهاب، مضيفاً أنها دولة تمول فروع الإخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم داعش وجبهة النصرة (القاعدة في سوريا) وحركة طالبان.