نقل موقع “المونيتور” في نسخته العبرية، عمن قال إنه مسؤول سياسي إسرائيلي “كبير جداً”، أن إحدى المعضلات الكبرى التي تواجه إسرائيل في سعيها لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، تتمثل في عدم معرفتها إن كان بالإمكان الاعتماد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة تداعيات هجوم، يمكن أن تنفذه تل أبيب ويستهدف المرافق النووية الإيرانية.

وقال المسؤول إنّ كلا من المؤسستين العسكرية والاستخبارية في تل أبيب، ترى أنه من دون التزام الولايات المتحدة بالمساعدة على احتواء ردة فعل إيران والأطراف التي تنتظم في المحور الإقليمي الذي تقوده، في أعقاب مهاجمة المرافق النووية، فإن فرص هذا الهجوم في تحقيق أهدافه تؤول إلى الصفر. ونوّه المسؤول بأن دخول الولايات المتحدة في غمار حملة انتخابية حاسمة خلال العام الحالي، يجعل ترامب أكثر حذراً في الانخراط في أي مواجهة عسكرية.

ولفت بن كاسبيت، المعلق البارز الذي أعد التقرير، إلى أن التقديرات السائدة في بعض الدوائر العسكرية والاستخبارية في تل أبيب، تفيد بأنه في حال قامت إسرائيل بمهاجمة إيران وتعرض العمق الإسرائيلي لهجمات بآلاف الصواريخ من لبنان وسورية، فإن ترامب قد يأمر بحماية إسرائيل، على اعتبار أن هذه الخطوة قد تسهم في تعزيز مكانته لدى أتباع التيار الإنجيلي، الذين يمثلون قاعدة مؤيديه عشية الانتخابات، واستدرك أن أحداً لا يعرف على وجه اليقين طابع رد ترامب في حال اندلعت مواجهة مفتوحة بين إسرائيل، وكل من إيران والأطراف التي تقف إلى جانبها.

 

ولفت إلى أن أحداً في إسرائيل لا يعرف على وجه الدقة طابع رد ترامب على هذه الخطة، متسائلاً: “فهل يأمر بشن سلسلة غارات جوية مكثفة تفضي إلى تدمير المرافق النووية الإيرانية بشكل مطلق، أم يتوجه لعقد قمة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، مع إدراكه أنه يسهم بذلك في تمكين طهران من التحول إلى قوة نووية؟”.

وأشار إلى أن ما يفاقم خطورة الغموض إزاء الموقف النهائي لترامب، يتمثل في أنه بات من غير المستبعد أن تضطر القيادة الإسرائيلية لاتخاذ قرار استراتيجي بتوجيه ضربة كبيرة لإيران، لإحباط قدرتها على إنتاج سلاح نووي بعد أن شرعت في خرق الاتفاق النووي. وشدد على أن إسرائيل مطالبة باتخاذ قرار حاسم بشأن أنماط التعامل مع إيران، ولا سيما أن التقديرات الاستخبارية في تل أبيب، تفيد بأن طهران ستنتقل في غضون وقت قصير إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ما يمنحها القدرة على التوجه لإنتاج السلاح النووي.

وذكّر كاسبيت أن قادة الجيش والاستخبارات في إسرائيل، هم الذين حالوا عام 2012 دون تنفيذ قرار اتخذه كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن حينها إيهود باراك، بشن هجوم على إيران لأنهم كانوا يعتقدون أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لن تشارك في الهجوم.