يعيش حزب “العمال” البريطاني، أزمة حادّة بعد تصاعد الانتقادات لزعيم الحزب جيريمي كوربن، على خلفية إدارته قضية “معاداة السامية”، وآخر فصول هذه الأزمة اتجاه أعضاء مجلس اللوردات عن الحزب، للتصويت بسحب الثقة من كوربن، الأسبوع المقبل.

ويتجه أعضاء الغرفة العليا للبرلمان البريطاني لعقد اجتماعهم، بعد ظهر الإثنين المقبل، لمناقشة الفكرة، التي إن تم اعتمادها فسيجرى التصويت على سحب الثقة من كوربن في اليومين التاليين، على أن تصدر النتيجة مباشرة بعد ذلك.

وعلى الرغم من أنّ مثل هذا التصويت لا يحمل أي صفة رسمية، إلا أنّه سيكون ضربة قوية لسلطة جيريمي كوربن في الحزب.

وتعود هذه الأزمة إلى انتقادات شديدة لكوربن وحلفائه في قيادة “العمال”، للطريقة التي يتعاملون بها مع أزمة “معاداة السامية”، التي تعصف بالحزب منذ صيف العام الماضي.

ويواجه كوربن، المناصر منذ وقت طويل لحقوق الفلسطينيين والمنتقد للحكومة الإسرائيلية، اتهامات منذ زمن بالسماح لثقافة “معاداة السامية” بالنموّ داخل أروقة حزب “العمال” أكبر حزب معارض في بريطانيا، وهو ما ينفيه.

وكان ثمانية نواب قد استقالوا من الحزب في وقت سابق من العام، على خلفية الأزمة، وموقف كوربن إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست“، الذي أغضب أيضاً عدداً كبيراً من الأعضاء ممن يرغبون في أن يتبنى الحزب موقفاً جلياً مؤيداً للاتحاد الأوروبي.

ووجّه بيان منشور بصحيفة “ذا غارديان”، أمس الأربعاء، الذي وقّعه عدد ممن تولّوا وزارات أثناء وجود حزب “العمال” في السلطة من عام 1997 إلى عام 2010، رسالة شديدة اللهجة تقول: “يرحب حزب العمال بالجميع، بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو السنّ أو الجنس أو الميول الجنسية. ما عدا اليهود على ما يبدو”.

وأشار البيان إلى كوربن قائلاً: “لقد أخفقت في الدفاع عن القيم المناهضة للعنصرية في حزبنا. ومن ثم أخفقت في اختبار الزعامة”.