جاء قرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس)  بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة والموافقة على إجراء انتخابات عامة في سبيل إنهاء خلاف مستمر منذ فترة طويلة مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقالت حماس في بيان لها إنها ستسمح لحكومة الوفاق الوطني بممارسة مهامها في قطاع غزة.

وأعلنت حماس في بيانها أيضا “الموافقة على إجراء الانتخابات العامة” وقالت إنها “على استعداد لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة”.

وقالت حركة حماس إن هذه الخطوة جاءت “استجابة للجهود المصرية الكريمة بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية والتي جاءت تعبيراً عن الحرص المصري على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وحرصاً على تحقيق أمل شعبنا الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية”.

 ردود الأفعال على قرار حماس بحل اللجنة الإدارية:

  1. رحب مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط “نيكولاي ملادينوف” بقرار حماس، ودعا في بيان جميع الأطراف إلى “اغتنام هذه الفرصة لاستعادة الوحدة الفلسطينية وفتح صفحة جديدة للشعب الفلسطيني”، كما أشار إلى الدور المصري في “خلق هذا الزخم الإيجابي”.
  2. عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ارتياحه لإعلان حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة وتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية من القيام بمهامها في القطاع.
  3. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عباس سيعقد اجتماعا للقيادة الفلسطينية لدى عودته إلى فلسطين من نيويورك لمتابعة الترتيبات اللازمة.
  4. أعلنت الحكومة الفلسطينية استعدادها للتوجه إلى قطاع غزة وتحمل كافة المسؤوليات، ولكنها طالبت بـ”توضيحات” من حركة حماس حول طبيعة قرارها.
  5. وقال المتحدث باسم الحكومة في رام الله يوسف المحمود إن قرار حماس “خطوة في الاتجاه الصحيح”، لكنه أشار إلى “ضرورة أن تكون هناك توضيحات لطبيعة القرار وتسلم الحكومة الوزارات وكافة المعابر وعودة الموظفين القدامى لأماكن عملهم”.
  6. من جهته، رحب عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد -الموجود حاليا في القاهرة- بقرار حركة حماس.
  7. من جانب آخر، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إن الحركة وافقت على حل اللجنة الإدارية انطلاقا من موقعها القائد ومسؤوليتها الوطنية العالية. ودعا الرشق حكومة الوفاق للقيام بمهامها في غزة وإجراء الانتخابات العامة.

دحلان يرحب بخطوة حماس …ويهاجم عباس!

في بيان صحفي قال محمد دحلان ان هذه الخطوة أزاحت “الذرائع” التي كان يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس شرطًا للمضي بالمصالحة.

وقال دحلان  “أثمن خطوة الأخوة في حركة حماس بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وأناشد الجميع بالاستجابة لها”، مضيفًا “بهذه الخطوة فإن حركة حماس أزاحت الذرائع التي كان يضعها أبو مازن شرطًا للمضي بالمصالحة”.

وأضاف دحلان في تصريحه “أكرر الإشادة بدور مصر، وأؤكد على أهمية هذا الدور في هذه المرحلة، فما يحدث هذه الأيام يبرهن على دور مصر الثابت تجاه قضيتنا الوطنية”.

وتابع دحلان “موقفنا ثابت ولن يتغير تجاه دعم جهود المصالحة الوطنية، فقد أعلنا هذا الموقف منذ البداية، ودعونا كافة الأطراف للمضي في هذا الممر الإجباري والوحيد لإنجاز وحدة شعبنا وفصائله وقواه الحية”.

وكان دحلان يسعى الى الدخول الى قطاع غزة عن طريق حركة حماس وفق ما تسرب خلال الأيام القليلة الماضية عن ثمة اتفاق يتضمن دخول دحلان الى قطاع غزة ويكون له يد الحكم فيها بالتنسيق مع حماس .

وعرضت الامارات دعم محمد دحلان وبرنامج المصالحة المزمع تنفيذه في القطاع بمبلغ 50 مليون دولار، قدمتها الإمارات، حيث يعيش دحلان منذ عام 2011. وخلال الشهور الأخيرة، تم تشكيل خمس لجان محلية للمصالحة، تضم قائمة أولية بأسماء هؤلاء الذين سيتم تقديم التعويضات إليهم من مصابي الحروب.

إلا أن لجوء حركة حماس إلى إلقاء الكرة في ملعب محمود عباس أبو مازن وإدراك الأخير أن حماس كانت تستطيع الاستغناء عنه جملة وتفصيلا في القطاع دفعهم الى التقارب مجددا ليخسر دحلان هذه الجولة وتخرج حماس مؤقتا من فخ دحلان والإمارات حتى حين.

لماذا لجأت حماس الى التخلي عن حكومة قطاع غزة:

وفقا لكلام فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم حركة حماس فإن حماس تخلت عن حكم قطاع غزة للأسباب التالية:

  1. إن أسهل قرار هو حل اللجنة الإدارية، ولكن لم تكن هناك ثقة بـأبي مازن وحركة فتح، ولم يكن هناك ضامن حقيقي لإجبار وإلزام أبي مازن بكل استحقاقات الوحدة والمصالحة.
  2. اليوم هناك “متغير جديد” وهناك “ضامن حقيقي وهي مصر والقيادة المصرية” لإلزام كافة الأطراف بتنفيذ ما تم التوافق عليه.
  3. مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل تذليل كافة العقبات أمام الوفاق، مضيفا أن وفدي حماس وفتح موجودان حاليا في القاهرة، و”أن الفرصة اليوم كبيرة وسانحة والقوة الدافعة أكبر من ذي قبل باتجاه إنجاح هذا الجهد المصري”
  4. حماس قدمت الكثير وحلت اللجنة الإدارية، وأنه ليس أمام أبي مازن وفتح الآن إلا التحلي بالمسؤولية الوطنية العالية والتجاوب مع هذا الجهد المصري وهم اليوم أمام اختبار جديد”.
  5. مصر سوف تواصل إجراءاتها وحواراتها مع الأطراف الفلسطينية، وربما تدعو إلى حوار وطني فلسطيني شامل بالقاهرة، يرتكز على ما تم التوافق عليه في القاهرة حول قضايا متعلقة بحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني والانتخابات العامة.

ما الذي يجب على محمود عباس القيام به عقب قرار حركة حماس؟

وتكمن أبرز الخطوات المطلوبة من السلطة تنفيذها :

  • الإعلان عن وقف الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها السلطة مؤخرا ضد قطاع غزة، بدعوى إنهاء الانقسام مثل :- قرار التقاعد القسري لموظفي السلطة بغزة وإحالة الآلاف منهم للتقاعد إلى جانب الخصومات على الرواتب والتي وصلت لـ50% من نسبة الراتب .
  • وقف قرار تقليص كميات الكهرباء الواردة إلى قطاع غزة، الذي قدمته السلطة للاحتلال الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر حيث جرى على إثره تقليص 50 ميغا واط من أصل 120 ميغا واط تصل القطاع من “إسرائيل” .
  • إلغاء ضريبة البلو على الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
  • استئناف التحويلات الطبية لمرضى قطاع غزة بعد أن أوقفت السلطة مئات التحويلات الطبية الخاصة بمرضى السرطان في القطاع.
  • إرسال الأدوية التي منعتها السلطة من الوصول لمرضى غزة وتحديدا الأدوية اللازمة لعلاج مرضى السرطان.
  • استئناف المعاملات والحوالات البنكية مع غزة، ووقف تجميد أرصدة الجمعيات والمؤسسات الخيرة في قطاع غزة.
  • رفع قرار حجب المواقع الإلكترونية، بعد أن حجبت السلطة بقرار من نائبها العام قرابة 30 موقعا إخباريا بدعوى أنها مقربة من حركة حماس والنائب محمد دحلان.
  • تولي حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزة ومباشرة عملها والقيام بمسؤولياتها تجاه القطاع بعد تخليها عنه.
  • تنفيذ المصالحة الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة عام 2011 رزمة واحدة بما يضمن تشكيل حكومة وحدة وعقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير وترميمها بضم حركتي حماس والجهاد ودمج موظفي غزة والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية عامة.
  • السلطة مطالبة بوقف الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة وملاحقة المقاومين ومصادرة سلاح المقاومة.