فاز وزير الخارجية البريطاني السابق “بوريس جونسون”، يوم الثلاثاء، بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وسيتولى منصب رئيس الوزراء عندما تترك “تيريزا ماي” المنصب يوم الأربعاء.

وفي ضوء هيمنة قضية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على حملة الدعاية لانتخابات حزب المحافظين لم يكشف “جونسون” عن شيء يذكر فيما يتعلق بالسياسات التي سيتبعها، لكن فيما يلي بعض مواقفه في قضايا رئيسية:

 

العلاقة مع الولايات المتحدة

يحرص “جونسون” على الحفاظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أنه يبحث القيام بزيارة لها للاجتماع مع “ترامب” في مستهل فترة ولايته.

وبدا إحجامه عن استعداء “ترامب” واضحا في وقت سابق من الشهر الجاري عندما تقاعس عن الدفاع عن السفير البريطاني في واشنطن بعد تسريب مذكرات دبلوماسية إلى إحدى الصحف وصف فيها “كيم داروك” إدارة “ترامب” بأنها “رعناء”.

وبدلا من ذلك، قال “جونسون” إنه تربطه علاقة طيبة مع البيت الأبيض وإن “من المهم للغاية أن تكون لنا صداقة وثيقة وشراكة وثيقة مع الولايات المتحدة”.

ومنذ ذلك الوقت قال “جونسون” إن “داروك” أبلغه بأن الدعم الفاتر له كان من أسباب قراره الاستقالة من منصبه.

وخلال نقاش عن القيادة، انتقد “جونسون”، “ترامب” لتصريحاته عن 4 عضوات في الكونغرس الأمريكي، لكنه رفض وصف التصريحات بأنها عنصرية.

وقال: “إذا كنت قائد مجتمع عظيم متعدد الأعراق متعدد الثقافات لا يمكنك ببساطة استخدام مثل هذا النوع من اللغة عن إعادة الناس إلى الأماكن التي جاءوا منها، فقد انتهى ذلك منذ عقود وعقود مضت وشكرا لله على ذلك، ولذلك فإنه (كلام) غير مقبول بالمرة”.

 

إيران

سبق أن قال “جونسون” إن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يبدو “واهيا على نحو متزايد”، وإن من الضروري التوصل لسبل لتحجيم “السلوك المزعزع للاستقرار” الذي تتبعه إيران والتواصل مع الإيرانيين والسعي لإقناعهم بأن عدم تطوير برنامج للتسلح النووي هو السبيل الصحيح للسير قدما.

ولم يبد “جونسون” حتى الآن أي مؤشر يذكر على الاقتراب من نهج الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الأكثر تشددا، بل قال إنه يتفق في الرأي مع الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية تشجيعا للعودة إلى الدبلوماسية.

وقال إنه في المرحلة الحالية لن يؤيد العمل العسكري.

وقال خلال نقاش خاص بزعامة الحزب في وقت سابق من الشهر الجاري “لن أدعي أن ملالي طهران أناس يسهل التعامل معهم أو أنهم أكثر من نظام مخرب وخطير وصعب”.

وأضاف: “لكن… لو سألتني عما إذا كنت أعتقد أننا يجب الآن، إذا كنت رئيسا للوزراء في تلك اللحظة، أن نكون مؤيدين للعمل العسكري ضد إيران؟ عندئذ ستكون الإجابة لا”.

 

هونغ كونغ

عندما اندلعت الاحتجاجات في المستعمرة البريطانية السابقة في وقت سابق من الشهر الجاري بسبب مشروع قانون مقترح حول تسليم المطلوبين، والحرب الكلامية التي تلت ذلك بين بريطانيا والصين قال “جونسون” لـ”رويترز” إن لسكان هونغ كونغ “في نطاق حقوقهم أن يكونوا متشائمين للغاية وقلقين للغاية” إزاء هذا القانون.

وأضاف: “أنا أدعمهم ويسعدني أن أتكلم داعما لهم وأؤيدهم في كل خطوة على الطريق. وسأؤكد لأصدقائنا في بكين على أن صيغة دولة واحدة ونظامين آتت ولا تزال تؤتي ثمارها وينبغي عدم التخلي عنها”.

 

هواوي

تسبب تنحي “ماي” في تعطل اتخاذ قرار نهائي بشأن ضم “هواوي” إلى شبكة الاتصالات البريطانية جي5 (الجيل الخامس). وقال “جونسون” إن من الممكن أن تكون هناك فوائد كبيرة من الاستثمار القادم من دول أخرى، لكنه لن يساوم على البنية الأساسية للأمن القومي لبريطانيا.

وقال: “لا تنتظروا مني وأنا رئيس للوزراء أن أفعل أي شيء للمساومة على قدرة أجهزة مخابراتنا الرائعة على تبادل المعلومات مثلما تفعل، خاصة مع شركائنا في العيون الخمس، ومن ثم فهذا هو المبدأ الذي سيوجهنا”.

ويشير “جونسون” بتعبير العيون الخمس إلى تحالف خماسي قائم بين بريطانيا وكل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلاندا.

 

الاقتصاد

تعهد “جونسون” بإنفاق مليارات الجنيهات على الخدمات العامة والبنية الأساسية وخفض الضرائب، كما وعد بزيادة الإنفاق على التعليم والنقل والإنترنت فائق السرعة والشرطة وإنهاء تجميد الأجور في القطاع العام.

وقال إنه سيستفيد من التسهيلات الائتمانية البالغ مقدارها 27 مليار جنيه التي تجمعت في التمويلات العامة، في إشارة إلى الفرق بين الرقم الحكومي المستهدف لعجز الموازنة وحجمه المتوقع.

ونسب إليه قوله: “صدقوني هناك أموال متاحة الآن… أنا مستعد للاقتراض لتمويل أهداف معينة عظيمة لكن فوق كل شيء سنعمل بالمسؤولية المالية”.

وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أنه يعد ميزانية طوارئ تشمل تخفيضات ضريبية هائلة وتحديث الرسوم العمومية والضريبة العقارية وإجراء تغيير جذري في اللوائح إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

وخلال تقلده منصب عمدة لندن قدم “جونسون” دعما هائلا للخدمات المالية لكنه ظل يحاول إعادة بناء العلاقات مع إدارات الشركات بعد هجوم شنه على الشركات.

 

التخفيضات الضريبية

قال “جونسون” إن هناك مجالا لخفض الضرائب، وتعهد برفع المستوى الذي يتم من خلاله دفع المعدل الأعلى من ضريبة الدخل. ويريد أيضا رفع الحاجز التي يبدأ الناس عنده دفع التأمين الوطني.

وقال: “يجب أن نرفع حواجز ضريبة الدخل، وبذلك نساعد الأعداد الضخمة التي سقطت في المعدل الأعلى بسبب التراخي المالي. يمكننا أن نتجه إلى نمو اقتصادي أعلى بكثير، ونستمر في كوننا المجتمع الأنظف والأكثر حفاظا على البيئة في العالم”.

وأضاف أن بريطانيا يجب أن تخفض ضرائب الشركات، لكنه أشار إلى أن شركات الإنترنت العملاقة يمكن إرغامها على أن تدفع أكثر.

وقال: “إنه لظلم شديد أن تدفع الشركات الصغيرة أكثر من اللازم… بينما شركات الإنترنت العملاقة، إف.إيه.إيه.إن.جي.إس – فيسبوك، أمازون، نتفليكس، وجوجل لا تدفع شيئا تقريبا”.