منذ اقتراب ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” من كرسي الحكم بعد اطاحته بولي العهد السابق “محمد بن نايف” اهتمت الصحافة الأجنبية والعالمية بتتبع مواقفه وأخباره ، إلا أنه من الملاحظ توصيف تلك الصحف العالمية “للشاب الطامح للسلطة”  بأوصاف عدة بسبب فشله في إدارة الملفات الخارجية للمملكة وصناعته العديد من الأزمات مع عدد من الدول مثل قطر واليمن، بالإضافة إلى فشله في إدارة الملفات الداخلية وخاصة الملف الاقتصادي.

نيويورك تايمز

صحيفة نيويورك تايمز تساءلت في تقرير لها عن أسباب تصعيد زعيم جديد عديم الخبرة وسريع الصدام، ووصفت ولي العهد السعودي بالمتهور إلى حد كبير في سياسته الخارجية باعتباره المسؤول عن قرار الحرب في اليمن والتي حولتها إلى مستنقع كبير وكارثة إنسانية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المملكة التي تخضع منذ فترة طويلة لحكم الشيوخ كبار السن، قد يحكمها في الفترة القليلة المقبلة شاب في العقد الثالث من عمره، ووصفته بالمتهور في سياسته الخارجية والمتشدد، الأمر الذي يجعله يفتقد مؤهلات القيادة، بحسب نيويورك تايمز.

وقالت أيضا: “إن الأمير المتهور لا يزال يجهل قوة إيران ويرفض الحوار معها، وأنه اختار معركة لا طائل منها مع قطر بعد أن رفضت الخضوع للرياض ودخل في تحالف مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد”.

واشنطن بوست

أما صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية فتوقعت فشل بن سلمان وعددت الأسباب التي قد تعجل من فشله في حال وصوله إلى رأس العرش في المملكة.

وشككت الصحيفة في قدرات ولي العهد السعودي وقالت إن مبادراته العدوانية في الشؤون الخارجية تثبت هزيمتها الذاتية ، كما أنها تضر بمصالح الولايات المتحدة.

وحملت الصحيفة بن سلمان المسؤولية الكاملة عن حرب اليمن التي وصفتها بـ “الفاشلة” وأنها لم تحقق الهدف منها؛ المتمثل في دفع قوات جماعة “الحوثي” للخروج من العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفرت عن خسائر فادحة خلال قصف أهداف مدنية.

كما حملته أيضا المسؤولية عن الأزمات الإنسانية في اليمن الذي يعاني أغلب سكانه من خطر المجاعة وإصابة عشرات الآلاف بوباء الكوليرا الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص منذ إبريل 2017.

وفي تقرير آخر ركزت فيه الصحيفة حول أوضاع حقوق الإنسان في المملكة قالت الواشنطن بوست بأن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان تعطي سببا للتشكيك في الرؤية التي أطلقها بن سلمان والمعروفة باسم “رؤية السعودية 2030”.

وأشار التقرير إلى أن المملكة تعيش في العصور المظلمة وتداس فيها حقوق الإنسان وتسحق حرية الرأي والتعبير بالتزامن مع إطلاق طموحات متناقضة لخلق دولة حديثة.

 فاينانشيال تايمز

وتحت عنوان “ولي العهد السعودي يُحجِّم من طموحاته”، اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن بن سلمان ورط المملكة في أزمة مع دولة قطر وأن اتجاهه للقمع الداخلي مرتبط بإخفاقاته في الإصلاحات الاقتصادية وهزائمه في المعارك الخارجية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من العلماء والكتاب والشيوخ، مشيرة إلى أن بن سلمان يكبح جماح طموحاته الخارجية.

كما تحدث التقرير عن تسلم بن سلمان أغلب مفاتيح المملكة بعد أن تولى والده العرش في 2015 وأنه وطد سلطته بـ “انقلاب قصر” بعد أن أجبر ابن عمه الأكبر محمد بن نايف على التخلي عن منصبه كولي للعهد، وسط توقعات باستعداد الملك سلمان للتنحي عن العرش لصالحه، بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز.

الجارديان

وفي السياق نفسه وجهت صحيفة “الجارديان” البريطانية انتقادات لاذعة لمحمد بن سلمان ووصفته بأنه “مريض بجنون العظمة”، وأن قراراته المتهورة في أزمة قطر والحرب في اليمن باتت تشكل له مصدر إحراج.

وتساءلت الصحيفة في تقريرها عن خبرة ولي العهد وأضافت : “هل هو مصلح مستعد لسحب مملكته، من كونها نظاماً قمعياً يتولّى كتابة شيكات رعاية ضخمة، في القرن الحادي والعشرين، أم أمير يفتقد الخبرة وقد يؤدي صعوده إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة؟”.

ووصفته “الجارديان” بمهندس المستنقع الدموي للحرب في اليمن وصاحب الموقف المتعنت في النزاع الخليجي مع قطر.

وعن صعود بن سلمان الابن السابع للملك وأصغر ولي عهد في تاريخ المملكة قالت إن المعطيات تشير إلى أن فشلا ذريعا ينتظره، سواء على صعيد خياراته الخارجية، أو تلك المتعلقة بالشأن الداخلي للملكة، مشيرة إلى أن “طوالع المستقبل تشي بإشارات سيئة” ، بحسب الصحيفة.

ولفتت إلى أنّ “انقلاب القصر” الذي شهد صعود بن سلمان هذا الصيف، تم خلاله تنحية الأقوياء من أعمامه وأبناء عمومته المنافسين جانباً، أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية.

وبحسب الصحيفة فإن كل هذه الأحداث تشير إلى وجود تمزق وخلافات شديدة داخل الأسرة الحاكمة في المملكة.

ميدل إيست آي

وفي تقرير حديث لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، يرى أنه مع كل السلطات الموجودة تحت تصرف ولي العهد السعودي، فقد أثر بشكل سيئ على ثلاث جبهات؛ هي، الجيش والدبلوماسية والاقتصاد.

وأشار الموقع إلى دخول الحرب اليمنية عامها الثالث ومع ذلك فإن السعوديين عازمون على مواصلة الحرب هناك رغم عدم تمكنهم من الفوز ورغم قدراتهم العسكرية الكبيرة.

ورأت أن قرار بن سلمان بتكوين تحالف يضم الإمارات والبحرين ومصر في مواجهة قطر تسبب في تهديد تماسك مجلس التعاون الخليجي.

واقتصاديا وبحسب “ميدل إيست آي” فقد تعثرت خطة بن سلمان لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة من خلال تنشيط القطاع الخاص، وخفض انفاق القطاع العام في أبريل الماضي، وذلك بعدما أعلنت الحكومة تراجعها عن قرار بخفض بعض امتيازات الموظفين المدنيين، والعسكريين.

ويرى المحللون الاقتصاديون أن العديد من الأهداف؛ مثل تحرير المملكة العربية السعودية من الاعتماد على النفط بحلول 2020، تزامنا مع خلق أكثر من مليون وظيفة جديدة للسعوديين في القطاع الخاص، أمور غير واقعية.