أكد المحلل الامريكي جورج فريدمان المقرب من دوائر صنع القرار في واشنطن، أن اعتقال العلماء السنة في السعودية، يفرض على السعودية عزلة داخلية عن التيار الإسلامي السني، بل يجعلها في حالة حرب معه.

وقال  إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يتبع مخططا خبيثا جدا لتقديم السعودية على طبق من ذهب لإيران، مشيراً إلى أن دعم الإمارات ومحاولتها تمكين ابن سلمان من الحكم في الفترة الراهنة ليس حبا فيه، بل هو ضمن السيناريو المعد لتدمير المملكة بشكل تام.

وقال في منشور له عبر صفحته الرسمية: تدخلات محمد بن زايد في السياسة السعودية غاية في الخبث، هو لا يسعى لتمكين محمد بن سلمان حبا فيه. فهو يكرهه كما يكره كل آل سعود.. ويتمنى زوال ملكهم جميعاً.

وقال فريدمان إن بن زايد يريد بن سلمان ملكا للسعودية لأنه ساذج، ويرى أنه عن طريق هذا الساذج سيستكمل مخططه الذي بدأ بالفعل تنفيذه عن طريق التويجري أيام عبد الله الغائب المغيب.

وتابع: هذا المخطط يقوم على تسليم المملكة على طبق من ذهب لإيران. فابن زايد يعلم جيدا أن الإمارات غير قادرة على أعدائه التاريخيين آل سعود وأن إيران هي القادرة على تشتيت شملهم، ومن ثم رسم مخططا طويل الأمد لتجريد آل سعود من كل القوى التي يمكن أن تساندهم في وجه إيران. واتضح ذلك في الخطوات التالية:

1- دفع آل سعود عن طريق التويجري لمعاداة دول الربيع العربي، فخسرت السعودية بذلك قوى إقليمية مهمة كان لديها استعداد حقيقي للوقوف بجانبها في وجه إيران.

2- اقناع آل سعود بمعاداة الإخوان والحركات الإسلامية السنية.

 

3- التوجه لروسيا (مع السيسي وملك الأردن) لطلب تدخلها في سوريا. وتعهد الإمارات بتحمل تكاليف الحملة العسكرية الروسية، وهو التدخل الذي ثبت تقدم ايران في سوريا وأفضى إلى ضعف المعارضة التي كانت تدعمها السعودية.

4- استدراج آل سعود لدعم الحوثي بدعوى أنه سيصفي إخوان اليمن ليتفاجأ السعوديون أنه اجتاح اليمن كلها وأسقط رَجُلَهُمْ فيها “الهادي”.

5- إحداث الوقيعة بين آل سعود وقطر.

6- اعتقال العلماء السنة بدون سبب، ليجعل آل سلمان في عزلة داخلية عن التيار الإسلامي السني، بل في حالة حرب معه.

وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) باعتقال قضاة وحقوقيين بالسعودية، وقالت إن ذلك يؤكد أن القيادة الجديدة للأمير محمد بن سلمان مُصرة على سحق حركة حقوق الإنسان في المملكة.

في غضون ذلك، قالت مديرة حملات أمنستي بالشرق الأوسط سماح حديد، إن اعتقال السلطات للناشطيْن بجمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) يُعد ضربة قاتلة لحقوق الإنسان، مضيفة أن هذه تعد فترة مظلمة بالنسبة لحقوق الإنسان في السعودية.