يسعى المشرعون إلى حظر الدعم اللوجستي الأمريكي للغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية.

الإحباط المتزايد لـ “الكونغرس” أدى إلى اتخاذ خطوات تشريعية تجاه الرياض، خاصة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول العام الماضي.

المرشح الرئاسي “ساندرز”: ينبغي إيقاف مساعدة الديكتاتورية السعودية في قصفها وتجويعها المدنيين في اليمن.

بدأت مجموعة من المشرّعين الجمهوريين والديمقراطيين بالكونغرس الأمريكي في تدشين حملة جديدة تهدف لإنهاء غارات القصف الجوي التي يقوم بها التحالف العربي وتقودها السعودية في اليمن، وسط انتقادات شديدة لتلك لغارات في أعقاب هجوم على سجن بمحافظة ذمار (شمالي اليمن) يديره جماعة الحوثي اليمنية، والذي ربما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص يوم الأحد الماضي، حسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وقالت “واشنطن بوست” أن هدف المشرّعين أعضاء الحملة، يتمثل في حظر الدعم اللوجستي الأميركي للغارات الجوية للتحالف بقيادة السعودية، من خلال تعديل مشروع قانون السياسة الدفاعية الأمريكية السنوي، وهي خطوة يأملون أن تؤدي فعليًا إلى وقف الحملة الجوية عن طريق حظر توفير قطع الغيار الأمريكية التي تحتاجها طائرات التحالف بقيادة السعودية، كما سيؤدي هذا الإجراء أيضًا إلى تقييد أشكال معينة من تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وأضافت “واشنطن بوست” أن حملة المشرّعين هذه تأتي في الوقت الذي يستمر فيه النزاع اليمني في عامه الخامس؛ حيث ترتفع حصيلة القتلى المدنيين وتتصاعد بين الفصائل المتحالفة مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، مما يعقّد آفاق السلام.

وشددت مجموعة المشرعين، في خطابهم الذي حصلت عليه “واشنطن بوست”: “نحثكم بشدة على تضمين بند مجلس النواب بحظر الدعم العسكري لحرب التحالف الذي تقوده السعودية، ضد متمردي الحوثيين في اليمن. إن إدراج هذا التعديل سيضمن أن رجالنا ونساءنا الذين يرتدون الزي العسكري لا يشاركون في حرب لم يصرّح بها الكونغرس قط، وتستمر في تقويض مصالح الأمن القومي الأميركي بدلاً من تعزيزها”.

 

وطالب مسؤولون أميركيون، منذ وقت طويل، بحل سياسي لإنهاء حرب اليمن؛ لكن إدارة ترامب وضعت إطار الصراع بشكل متزايد من حيث المواجهة الإقليمية الكبرى مع إيران. وأدى الإحباط المتزايد لـ “الكونغرس” تجاه السعودية -والذي نجم جزئياً عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول العام الماضي- إلى سلسلة من الخطوات التشريعية التي اتخذها الحزبان الجمهوري والديمقراطي في العام الماضي، لكنها فشلت في إنهاء الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية في العام الماضي.

وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، “بيرني ساندرز”، في بيان له: “الآن يجب أن نستخدم قوة الكونغرس لمنع كل أموال دافعي الضرائب من الذهاب لمساعدة الديكتاتورية السعودية في قصفها وتجويعها المدنيين في اليمن”.

بينما قالت “واشنطن بوست” إن مسؤولي “البنتاغون” يرون أن السعودية شريك إقليمي مهم وثقل موازن لإيران، بيد أن الصراع في اليمن، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الناس ودفع الملايين في ظروف شبه مجاعة، أثار انتقادات إنسانية واسعة النطاق للولايات المتحدة والسعودية.