نقلت صحيفة لبنانية عن مصدر مسؤول في أحد الفصائل الفلسطينية (لم تسمه) قوله إن معلومات وصلت الفصائل عن تفاهمات أمريكية مع كندا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا، من أجل إقناعهم باستقبال آلاف المهاجرين الفلسطينيين من مخيماتهم في لبنان.
وذلك ضمن سيناريو الخطة الأمريكية للسلام، المعروفة باسم “صفقة القرن”، والتي تقضي في أبرز بنودها بنسف فكرة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لاسيما المتواجدين في سوريا ولبنان.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في تقرير لها، الأربعاء، إن التفاهمات الأمريكية تجري مع كندا لدفعها إلى استقبال 100 ألف مهاجر فلسطيني (40 ألفاً من فلسطينيي لبنان و60 ألفاً من فلسطينيي سوريا)، وتفاهم مماثل مع إسبانيا لتستقبل 16 ألف فلسطيني من لبنان، إضافة إلى تفاهمات مماثلة مع بلجيكا وفرنسا.
ورصدت الصحيفة ما اعتبرته ارتفاعا ملحوظا في عدد المهاجرين الفلسطينيين، بشكل مشروع أو غير مشروع، من مخيماتهم في لبنان، خلال الفترة الأخيرة، تحت ضغط استمرار التضييق من السلطات عليهم، وتردي الأحوال.
وأشارت إلى وجود شبكات ظهرت لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، مقابل مبالغ مالية، بشكل نظامي إلى أحد الدول التي تقبل بمنحهم حق اللجوء، مؤكدة رصد خطوط سير سفر عدد كبير منهم من لبنان إلى الإمارات كـ”ترانزيت”، ثم إلى بلدان في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، ريثما يتم تحضير أوراق اللجوء الخاصة بهم في دول أوروبية.
ونقلت عن ممثل حركة “حماس” في لبنان، “أحمد عبدالهادي”، قوله إن “حماس وضعت استراتيجية لمواجهة الهجرة، بناء على تفاهم مع لبنان من أجل تخفيف الضغط حتى يشعر الفلسطيني بأنه يعيش حياة كريمة، وتحقيق إنجازات في مجال الحقوق الإنسانية والضغط على الأونروا لتحسين الخدمات ومساهمة الفصائل الفلسطينية بتنفيذ مشاريع توفّر فرص العمل للشباب”.
وأكد “عبدالهادي” أن “نحو 40 ألف فلسطيني غادروا لبنان في السنوات الأربع الأخيرة من طريق الهجرة الشرعية عبر المطار، من دون احتساب من سلك الطرق غير الشرعية برا”.
وأشار إلى أن “المشروع الأمريكي المرتبط بصفقة القرن يهدف إلى توطين ما بين 75 إلى 100 ألف فلسطيني في لبنان، وتهجير الباقي إلى أكثر من بلد”.
وأوضح المسؤول بحركة “حماس” أنه تم رصد شبكات منظمة أخذت على عاتقها التأثير على الشباب الفلسطيني في مخيمات لبنان والعائلات أيضا، لإقناعهم بالهجرة وغسل دماغهم كلما زاد الضغط الأمريكي لتنفيذ صفقة القرن”.
أما القيادي في التحالف الوطني الفلسطيني “أبوبلال مرعي”، فرأى أن “مشروع التسوية الذي وافقت عليه السلطة الفلسطينية كان له أثر سلبي في فلسطينيي الشتات الذين شعروا بأن السلطة تخلت عن حقوقهم”.
وأضاف: “في لبنان، الدولة تمارس شبه حصار على المخيمات، ما أدى إلى خنق سكانها وإنتاج حالات انحراف وتطرف”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات الهجرة من الفلسطينيين في لبنان باتت مزدهرة، خلال الفترة الأخيرة، تحت ستار السياحة، مضيفة أن مخيم البداوي، شمالي بيروت، يحتل المرتبة الأولى من ناحية عدد المهاجرين، يليه مخيم الرشيدية.
وأوضحت أن هناك مندوبين يعملون لصالح مكاتب سفريات تنشط في تسفير الفلسطينيين إلى أحد البلدان التي تقبل بلجوئهم، مقابل مبالغ مالية، تتراوح بين 12 و 20 ألف دولار أمريكي، هذا بخلاف عمليات الهجرة غير الشرعية لغير القادرين على دفع تلك المبالغ.
اضف تعليقا