تناولت جميع الصحف العربية، بنسخها الورقية والإلكترونية، تطورات الأوضاع في اليمن، وسط أنباء عن استعادة قوات الحكومة اليمنية السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن بعد استيلاء الانفصاليين الموالين للمجلس الانتقالي المدعومين إماراتيًا عليها في وقت سابق من الشهر الجاري.
ففي وقت مبكر، كان الصراع بين السعودية والإمارات في تحالف عسكري ضد المتمردين الحوثيين- المدعومين من إيران- الذين سيطروا على مناطق واسعة على رأسها العاصمة صنعاء وأجبروا الرئيس هادي على الإقامة في المنفى، لكنه انتقل اليوم إلى مدينة عدن الجنوبية، مما جعل موقف السعودية والإمارات موضوع نقاش بين الكتاب العرب، حيث رجح بعض الكتاب أن نكون بصدد “تبادل للأدوار” بين الدولتين، بينما حذر آخرون من تفاقم الصراع في الجنوب.
صراع الإمارات والسعودية: استنزاف للأدوات بينما يرتب الحوثيون أنفسهم!
قال خالد العراسي، “ليس على السعودية أن تعلن بأنها على اتفاق مع الإمارات لندرك أن ما يحدث في المحافظات الجنوبية مخطط يهدف إلى عملية استبدال لما تسمى بالشرعية تبدأ بالقيادات العسكرية وستنتهي بالمسؤولين، فهم يريدون لهذه الخطوة أن تتم على أساس أنها نتيجة صراع عسكري وسياسي لأن ذلك سيجعل الأمر يبدو وكأنه صراع إماراتي-سعودي”.
وأضاف ” إن هذا من ناحية سيجنب الإمارات ضرباتنا باعتبارها تواجه السعودية ومن ناحية أخرى سيشعرنا بنوع من الطمأنينة، نظرًا لاعتقادنا بأن تحالفهم بات في صراع مع بعضه يستنزف أدواتهم بينما يقوم تحالف العدوان بإعادة ترتيب صفوفه ومعالجة الاختلالات”.
ذكرت صحيفة أخرى إن “التحالف الاستراتيجي بين السعودية بقيادة ولي العهد، محمد بن سلمان، والإمارات بقيادة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام، ما سيؤدي بالقطع إلى حدوث تغييرات جوهرية في تحالفات المنطقة”، وتساءلت الصحيفة “هل أن الإقتتال وشيك فعلًا، أم أن الخلاف مجرد تبادل أدوار ومجرد خطة أو لربما اختلاف مؤقت في الرؤى؟ وهل الشرخ إن وُجد مرتبط فقط بالحرب في اليمن أم أن هناك أسباباً أخرى؟”.
على السعودية والإمارات وإيران الانسحاب كما فعلت بريطانيا من قبل
في مقاله بأحدى الصحف الغربية، دعا ياسر أبو هلالة، إلى “انسحاب السعودية والإمارات وإيران” مشيرًا إلى أن ذلك “كفيل بانتهاء الحرب، والبدء بالحوار الوطني”، وأضاف، “بإمكان الإمارات أن تعيش الجو الإمبراطوري، وتنسحب مثل بريطانيا التي انسحبت بعد 130 عامًا، وتترك اليمنيين يختارون مسارات حياتهم، ويتحكّمون بموانئهم وجزرهم، وعلى السعودية أن تدرك أن اليمن ليس حديقتها الخلفية، والبلدان قانونيًا وأخلاقيًا ملزمان بإعادة الإعمار، وكلفته من دون الحرب أقل بكثير”.
كتب موسى عبد الله قاسم، في موقع مأرب برس اليمني” “لا يوجد منتصر ومهزوم في معركة استعادة الدولة في المحافظات الجنوبية والعاصمة المؤقتة عدن بشكل خاص، اليمن الاتحادي هو المنتصر، والمهزوم هو المشروع الاحتلالي الإماراتي فقط، المشروع الذي ظن أن ضعف اليمن وكبوته سيكون المدخل لالتهام اليمن بمواقعه الحيوية وجزره الاستراتيجية، لكن اليمني -كعادته- وقف بالمرصاد لهذه الأطماع حتى انتصر”.
صحف السعودية: المملكة تهدف إلى “توحيد الصف” في اليمن
من ناحية أخرى، أشارت صحف سعودية إلى أن المملكة تسعى إلى “توحيد الصف” في اليمن، وقالت في افتتاحيتها” إن المملكة تحرص على تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنًا مستقرًا، فالمملكة ماضية في تقديم جميع أنواع الدعم السياسي والعسكري والإغاثي والاقتصادي والتنموي لخدمة الشعب اليمني الشقيق وتحقيق أمنه واستقراره”.
وفي سياقٍ مشابه، حذر حمود أبو طالب، من “أن الأطراف السياسية اليمنية أضاعت فرصًا ثمينة سابقًا كان بإمكانها إنقاذ اليمن أو على الأقل وقف تدهور أوضاعه إلى هذا الحد، وإذا كان الفرقاء الآن يلومون من سبقوهم فإنهم سيلامون أكثر لأنهم يحظون بدعم ومساندة الحريصين على اليمن ومع ذلك يهدرون الفرصة تلو الأخرى”.
اضف تعليقا