قالت الدراسة إنّ الإمارات تعمل على ضمان انفصال جنوب اليمن خدمةً لمصالحها الاقتصاديّة، للاستفادة من موانئ الجنوب

كشفت دراسة جديدة أعدّها مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، إن  الخلاف السعودي – الإماراتي بشأن اليمن يمكن أنْ يساهم في تمكين جماعة الحوثي اليمنية من العمل بحُريّة ضد حركة الملاحة البحريّة في البحر الأحمر، ما يزيد من فرص المسّ بالمصالح الإسرائيليّة والأمريكيّة على حدٍّ سواء.

واعتبر المركز، في ورقة تقدير موقف، أن الخلاف السعودي – الإماراتي حول قضية اليمن يعد عاملا مهددا لمصالح إسرائيل والولايات المتحدّة الأمريكيّة، مشيرا إلى أنّ هذا الخلاف يمسّ بالجهود الهادفة لمواجهة إيران في المنطقة.

وشددت الدراسة على أنّ الإمارات تعمل جاهدةً من أجل ضمان انفصال جنوب اليمن خدمةً لمصالحها الاقتصاديّة والاستراتيجيّة، وبشكلٍ خاصٍّ سعي أبوظبي للاستفادة من موانئ جنوب اليمن في تعزيز قدرة موانئها التنافسيّة، إلى جانب توظيفها في الوصول إلى أسواقٍ أفريقيّةٍ.

ووفقًا للدراسة، فإنّ التأثير الطاغي على جنوب اليمن بعد انفصاله يمنح الإمارات القدرة على إدارةٍ سياسةٍ خارجيّةٍ لا تأخذ بعين الاعتبار تداعيات الصراع بين السعودية وإيران.

وأوضح أنّ الإمارات حرصت بشكلٍ خاصٍّ على توفير الدعم العسكري واللوجيستي والمالي لميليشيات الحزام الأمنيّ، التابعة للمجلس الانتقاليّ، الذي يُطالِب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وتابعت الدراسة الإسرائيليّة قائلة إنّ الإمارات لا تعتمِد فقط في خدمة مصالحها على الانفصاليين، الذين يمثلهم المجلس الانتقاليّ وتشكيلات الحزام الأمنيّ، بل أيضًا على مرتزقةٍ من الصومال وكولومبيا.

وفي المقابل، أشارت الدراسة إلى أنّه ليس من مصلحة السعودية انفصال الجنوب، على اعتبار أنّ هذا الواقع يعني انفراد “الحوثيين” بالسيطرة على الشمال، الأمر الذي يُعزِّز من قدرة إيران على مواصلة التأثير على الواقع الأمنيّ والاستراتيجيّ في المنطقة، وتحديدًا في السعودية.

ولفتت إلى أنّ مُواصلة “الحوثيين” استهداف العمق السعوديّ بالصواريخ والطائرات المُسيرّة يُدلِّل على أنّ المخاطر على أمن السعوديّة واستقرارها سيتعاظمان في حال استتب حكمهم.

كما أوضحت الدراسة أنّ السعودية لم يعد لديها الكثير من روافع الضغط التي يُمكِن أنْ تستخدمها في مواجهة الحوثيين، مشيرة إلى أنّ السعودية التي تُحاوِل النزول من على السلم، يُمكِن أنْ تُبدي مُرونةً وتوافقًا على بدء مفاوضات مع الحوثيين.

وأكدت الدراسة أنّ الحوثيين باتوا يستمدّون الدعم من تفكِّك التحالف العربيّ، إلى جانب أنّهم عمدوا إلى تعزيز علاقتهم بإيران ومنحها بُعدًا سياسيًا علنيًا عبر تعيين سفير لهم في طهران.

وأشارت إلى أنّ ما يزيد حرج ولي العهد السعوديّ “محمد بن سلمان” هو أنّ الحوثيين أثبتوا أنّ السعودية نمر من ورق، مشيرة إلى أنّ الأزمة الإنسانية في اليمن فاقمت المأزق السعوديّ على الصعيد الدوليّ.

وأوضحت أنّه على الرغم من أنّ كلاً من السعودية والإمارات تُحاوِلان التصرّف وكأنّه لا يوجد ثمة خلاف بينهما، لكنّهما تتبنيان مواقف متباينة بشأن مستقبل اليمن.

وشدّدّت الدراسة الإسرائيليّة على أنّه من المُبكِّر لأوانه الحكم على مستقبل العلاقة بين “بن سلمان” وولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، مشيرةً إلى أنّه من الصعب معرفة ما إذا كان هذا الخلاف سيبقى فقط في إطار الموقف من الأوضاع في اليمن، أوْ أنّه مرشح لأنْ ينتقل إلى قضايا أخرى.

وختمت بالقول أن هناك ما يدفع للافتراض بأنّ التحدّيات المُشتركة تفرِض على كلٍّ من السعودية والإمارات مواصلة العمل سويا.