تقدم عدد من ضباط الجيش الليبي المحسوبين على خليفة حفتر العسكري المتقاعد في ليبيا والمدعوم من الجيش المصري وعبدالفتاح السيسي في مدينة مصراتة ، القابعة بالقرب من العاصمة طرابلس بطلب في اغسطس الماضي يطالبون فيه تنظيم الجيش وإعادة هيكلته بالشكل المتعارف عليه دولياً، إلا أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج استبق هذا المطلب وتلك المبادرة وأصدر قرارا لإنشاء سبع مناطق عسكرية في كامل ليبيا وتتوزع على: طرابلس وبنغازي والوسطى والغربية وطبرق والكفرة وسبها.
خريطة المناطق العسكرية فى ليبيا
أولا: حكومة الوفاق:
بخصوص سيطرة حكومة الوفاق العسكرية على الأرض فهي تشمل القطاعات العسكرية في معظم المنطقة الغربية وطرابلس إلا بعض النقاط الصغيرة بالإضافة إلى المنطقة الوسطى باستثناء بعض المحاور الخاضعة لسيطرة قوات حفتر.
ثانيا: قوات حفتر:
أما المناطق العسكرية في سبها وبنغازي وطبرق فتقع تحت سيطرة قوات حفتر بالكامل،بالإضافة إلى الكفرة مع وجود كتائب عسكرية موالية للمنطقة الغربية الخاضعة لحكومة الوفاق.
دور القاهرة في هذا الأمر
تحاول القاهرة تشكيل جيش يكون تحت إمرة خليفة حفتر مباشرة المدعوم عسكريا منها ومن الإمارات وروسيا لمواجهة الثورة الليبية ،ولذلك استضافت القاهرة في الأسابيع القليلة الماضية رموز عسكرية ليبية من المنطقتين الشرقية والغربية على تشكيل “لجان فنية نوعية مشتركة” متخصصة تبحث آليات توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا.بحضور كل من ممثلين عن خليفة حفتر، وقيادات عسكرية من غرب البلاد وتحديداً من مدينة مصراتة.
وتجري هذه الاجتماعات برعاية اللجنة المصرية المعنية بليبيا المشكلة في أغسطس الماضي والتي يرأسها رئيس أركان القوات المسلحة بمصر الفريق محمود حجازي والذي يتولى تنسيق التعاون العسكري بين مصر وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتعليمات مباشرة من عبدالفتاح السيسي. وقد استضافت مصر أول اجتماع لهذه اللجنة المعنية بتشكيل جيش ليبي يكون على رأسه خليفة حفتر في يوليو الماضي في القاهرة،بشكل سري.
معاودة الإجتماع في القاهرة مرة أخرى
قام محمود حجازي بتنظيم إجتماع في القاهرة مرة أخرى في 18 سبتمبر الماضي بحضور ممثلين عن خليفة حفتر وممثلين عن لجنتي التواصل العسكري الليبية لمناقشة سبل الإنتهاء من تشكيل الجيش “المزعوم” واتفقوا على البنود التالية:
- وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها وتأكيد حرمة الدم الليبى وتعزيز المصالحة الوطنية الشاملة دون الانجرار أو الوقوع فى فخ الخلافات الجهوية والمناطقية.
- الالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة مبنية على مبادئ التداول السلمى للسلطة والتوافق وقبول الآخر ورفض كافة أشكال التهميش والإقصاء لأى طرف من الأطراف الليبية.
- وحدة المؤسسة العسكرية الليبية واضطلاع الجيش الليبى بمسؤولية الحفاظ على أمن وسيادة الدولة ومكافحة كافة أشكال التطرف والإرهاب ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبى فى الشأن الليبى.
- التأكيد على مهنية ووطنية المؤسسة العسكرية الليبية وتعزيز قدراتها وإبعادها عن مظاهر الصراعات الفكرية والعقائدية والجهوية والتجاذبات السياسية.
تعليق على بنود الاتفاق المصري الليبي بخصوص الجيش “المزعوم”
- يقول البند الأول بضرورة الإبتعاد عن الخلافات المناطقية : وهذا أمر غريب بطبيعة الحال والقاهرة تدعم خليفة حفتر في قتل أهالي مدينة درنة منذ شهرين وتدعم حصاره للمدينة ومنع الطعام والشراب والأدوية والأغذية عن المدينة.
- البند الثاني يطالب بإقامة دولة ديمقراطية : القاهرة دعمت برلمان طبرق معدوم الدستورية والشرعية نكاية في البرلمان الشرعي الذي كان ينطلق من طرابلس العاصمة بسبب حصة الإسلاميين الأكثرية فيه.
- البند الثالث يتكلم عن ضرورة مكافحة الإرهاب: القاهرة سكتت عن محمود الورفلي الذراع الأيمن لخليفة حفتر والذي أتهم بتصفية العشرات من المعارضين الليبيين من النقطة صفر وانتشرت الفيديوهات التي تثبت التهمة عليه وهو يقوم بقتل هؤلاء الأفراد.
- تقول البنود بضرورة رفض التدخل الأجنبي: القاهرة تتبني كل هذه البنود المزيفة وهي تتدخل مباشرة في ليبيا ، تقتل الأبرياء وتقصف المدن وتهرب السلاح وتدعم جهة غير شرعية ضد تطلعات الشعب الليبي
الملف الليبي وأثره على مصر
لاشك أن ليبيا تمثل ظهير غربي مهم للداخل المصري، وفي ظل إنتشار الجماعات المسلحة في ليبيا وعلى رأسها تنظيم داعش بما يهدد الداخل المصري بشكل واضح ، فضلا عن أن وحدة ليبيا يجب أن تكون أحد المرتكزات الأساسية فى الأمن القومي المصري، إلا أن مساعي القاهرة للتعامل مع الملف الليبي تميل للحلول العسكرية مع إغفال ملفات أخرى سياسية أو جتماعية أو حتى اقتصادية يدمر كل الجهود المبذولة لحل الأزمة الحالية، بل ويعقد المشهد فى كثير من الأحيان.
حفتر يدعو الجيش المصري لضرب ليبيا
فاجأ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الجميع بإعلانه تأييد أي ضربة عسكرية “تؤمّن حدود مصر” حتى لو كانت داخل ليبيا. وذلك في حوار له مع صحيفة “المصري اليوم” مشيرا إلى أنه نصح السلطات الحاكمة في طرابلس بأن يتركوا تأمين الحدود مع مصر لمصر نفسها، لأنهم غير قادرين عليها. كما أوضح أنه يؤيد ضربة عسكرية مصرية من أجل التخلص من المجموعات الإرهابية في درنة وبنغازي وإجدابيا وسرت وطرابلس وعلى الحدود الجزائرية.
خلفية تاريخية للتدخلات المصرية عسكريا في ليبيا
بسبب كامب ديفيد ، قرر القذافي التعامل مع أنور السادات باعتباره خائناً والأخير كان يعتبر القذافي مخبولاً. توترت العلاقات بين البلدين وبدأت عمليات على الأرض مثل الاعتداء على المقارّ الدبلوماسية، ثم سحب السفراء.
وأعلن القذافي دعمه المعارضة المصرية، فما كان من القاهرة إلا أن ردت بدعم تشاد في حربها مع ليبيا. ثم حركت مصر فرقتي مشاة باتجاه حدودها مع ليبيا فهدد القذافي بطرد العمال المصريين من ليبيا ثم هاجم القذافي مدينة السلوم المصرية، فانطلق هجوم مصري مضاد بالطيران أسفر عن تدمير القواعد الجوية في شرق ليبيا. وأعقب الهجوم الجوي، اقتحام بري وصل فيه الجيش المصري إلى عمق 20 كلم داخل الأراضي الليبية، وجرت عمليات إنزال لقوات الصاعقة داخل طبرق.استمرت المعارك أربعة أيام لتتوقف العمليات بعدها فجأه ، وانسحبت القوات المصرية فجأه دون اعلان ، الأمر الذي علق عليه مراقبون بأنه كان قرارا من السادات نتيجة التخوف من الخسائر المحتملة لقواته فى الصحراء الليبية ، ولم تتكرر هذه المغامرة لسنوات، حتى دخول السيسي لمدينة درنة الليبية وقصفها على إثر التذرع بذبح 21 قبطي في ليبيا.
اضف تعليقا