قال مستشار رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في الجمهورية التركية، “ياسين أقطاي”، إن الزيارة التي قام بها وزير خارجية المملكة العربية السعودية “إبراهيم العساف” إلى قبرص الرومية “تحد لتركيا”، وذلك خلال مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية “TRT عربي”، ونشرتها الأخيرة على موقعها.

وأضاف “أقطاي” خلال المقابلة: “هذه الزيارة بالذات لا يوجد أي عقلانية لها في مجال الصداقة والعلاقات بين تركيا والسعودية”.

واعتبر “أقطاي” أن “زيارة وزير الخارجية السعودي إلى قبرص الرومية تتعارض مع أواصر الصداقة، وأنه لا يليق بالمملكة التي ننتظر منها مواقف أكثر عقلانية، لأن تركيا ليست عدواً للسعودية”.

وعقب: “شيء عجيب جدًا، ما هو مصلحة السعودية في هذه الزيارة وبيان تأسيس العلاقات مع الشطر الجنوبي من قبرص، غير المعترف بها من قبل تركيا”.

وتابع بأن “السياسة هذه في السعودية لا نفهمها؛ تتقارب مع (إسرائيل) وتتباعد عن المسلمين، هذه دولة مسؤولة وتتحمل مسؤولية خدمة الحرمين، لابد أن يكونوا أكثر حرصا على مصالح الأمة ويكونوا أكثر تقاربا مع المسلمين”.

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقات الحالية بين تركيا والسعودية، شدد “أقطاي” على أنه “لا يوجد من تركيا أي خطوة تعادي دولة السعودية، دائما كانت تركيا ولا تزال تحترم سيادة السعودية، ولكن لا يخفى على أحد المشكلة التي حصلت بيننا في قضية خاشقجي، والموقف الذي اتخذته تركيا هو ليس ضد المملكة بل بحثا عن العدل”.

ولفت إلى أن أنقرة “لا تعادي السعودية، لكن الجريمة ارتكبت على الأراضي التركية، ومن حق تركيا المطالبة بحقها وإقامة العدل، وهذا ليس عدوانا على السعودية”.

وأجرى “العساف” زيارة هي “الأولى من نوعها لوزير خارجية سعودي منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.

وخلال زيارته إلى قبرص الرومية، قال وزير الخارجية السعودي في تصريحات نقلها الحساب الرسمي للخارجية السعودية: “ناقشنا خلال اللقاء، مشكلة قبرص، وندعم مشروعية قبرص وسيادتها”، فيما بدا تأييدا صريحا لقبرص واليونان في مواجهة تركيا فيما يتعلق بأزمة التنقيب على الغاز والنفط في البحر الأبيض.

وأثارت تلك الزيارة والتصريحات النارية التي أدلى بها “العساف”، تفاعلا واسعا، خاصة أن كثيرين أشاروا إلى ارتباطها بالأزمة ذات الجذور التاريخية الواسعة مع تركيا.

وتشهد العلاقات التركية – السعودية توترا منذ حادثة مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” 2018.

وتعود جذور مشكلة قبرص إلى عام 1974، حيث تعاني جزيرة قبرص انقساما بين شقين؛ أحدهما تركي والآخر يوناني، وعانت الجزيرة من توترات عديدة ازدادت حدتها مؤخرا بسبب الصراع على التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الذي هددت فيه تركيا باستخدام الحل العسكري.