قالت تقارير صحفية لبنانية، الجمعة، أن خط المفاوضات بين حكومة الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، متعثر بعدما أبدت الحكومة اليمنية الشرعية ممانعة، لأول مرة، رغم الجهود المكثّفة التي يبذلها المسؤولون السعوديون للوساطة ودفع الحكومة للتهدئة.

 

وأضافت أن السعودية تواجه ممانعة قوية من جانب فريق الشرعية، للمرة الأولى؛ لشعور مسؤولي الحكومة اليمنية بأن الرياض تحاول إرضاء أبوظبي، ولو على حسابهم، بحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

 

وذكرت التقارير  التي وردت بصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن المعلومات المُسرّبة حول المفاوضات الجارية في مدينة جدة السعودية لا تشي بقرب التوصل إلى تسوية سياسية وعودة الأمور إلى سابق عهدها، في ظل إصرار حكومة “هادي” على التفاوض المباشر مع الإمارات، باعتبار أن الحوار مع المجلس الانتقالي كـ “وكيل عنها” لن يجدي نفعا.

 

وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أطلقها نائب رئيس البرلمان اليمني “عبد العزيز جباري” قبل أيام، وحمل فيها كلا من “هادي” والسعودية مسؤولية “انحراف التحالف (العربي) عن أهدافه في اليمن”، معتبرا أن سكوت القيادات الحكومية والحزبية عن ممارسات التحالف “خيانة”.

 

وأشار “جباري”، خلال مقابلة تليفزيونية، إلى أن رئيس البرلمان “سلطان البركاني” عرقل صدور موقف إزاء قصف الطيران الإماراتي لقوات الشرعية في عدن وأبين، مضيفاً أن الحكومة طالبت السلطات السعودية أكثر من مرة بكبح جماح الإمارات، لكن الرياض ردت بأنها لا تستطيع الاستغناء عن دور أبوظبي.

 

كما اتهم “جباري”، محافظ شبوة “محمد صالح بن عديو” الإمارات بتحويل منشأة مشروع بلحاف لتصدير الغاز المسال إلى ثكنة عسكرية، مشيرا إلى أن الشرعية طلبت سحب القوات العسكرية الإماراتية كي يُعاد تشغيل المشروع.

 

ورغم نجاح السعودية في تخفيف حدّة التصعيد، وخفض سقف مطالب حكومة “هادي”، ومنعها من رفع القضية إلى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلا أنها لم تتمكن إلى الآن من رتق الصدع الواسع بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تبادل الطرفان استخدام التعبئة وإذكاء الغرائز المناطقية والحزبية، بالإضافة إلى التحشيد العسكري في مناطق نفوذهما، بحسب الصحيفة.

 

وأرسلت الإمارات المندوب العام لمؤسسة “خليفة بن زايد” للأعمال الإنسانية “خلفان المزروعي” إلى أرخبيل سقطرى، حيث التقى بعدد من أعضاء “الانتقالي” واقتحم مؤسسة الكهرباء في الجزيرة برفقة عدد من عناصر المجلس الجنوبي، ذي النزعة الانفصالية، وسيطروا على المولدات والمحولات كهربائية، وسحبوها من المحطة.

 

جاء ذلك في وقت تمتنع فيه حكومة “هادي” عن استيراد المشتقات النفطية لتوليد الطاقة الكهربائية، ما سبب انقطاعاً شبه تام للكهرباء.

 

وذكّر محافظ سقطرى “رمزي محروس” أن “المزروعي يعمل تحت غطاء العمل الإنساني ممثلاً لمؤسسة خليفة، لكن تحركاته على الأرض كلها سياسية استخبارية”، مشددا على أن “الدولة اليمنية ستقف بقوة ضد كل المشاريع التدميرية التي تحاك من الإمارات ضد اليمن”.

 

وتتهم الحكومة اليمنية الإمارات بدعم قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” في السيطرة على محافظات جنوبية بينها عدن، مؤخرا، في إطار سعيها لفصل جنوب اليمن عن شماله. وعلى خلفية ذلك، تقدمت بشكوى ضد الإمارات إلى مجلس الأمن قبل أيام.

 

وتسيطر الإمارات على المطارات والموانئ في محافظتي عدن وحضرموت وكذا ميناء المخا غربي محافظة تعز، وتعمل من خلالها على تزويد الميليشيات التابعة لها بالأسلحة والعربات العسكرية، وفق اتهامات الحكومة اليمنية.