أثار عقد “مؤتمر دولي للسلام والتضامن” بباريس انتقادات واسعة خاصة من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه رابطة العالم الإسلامي الثلاثاء المقبل في باريس، والتي رئيسها وزير العدل السعودي السابق “محمد العيسى” بالمساهمة مع رئيس “مؤسسة إسلام فرنسا” غالب بن شيخ، ينويان دعوة عدد من رجال الدين الفرنسيين ضمن المؤتمر المقرر عقده في قصر برونيار بباريس.
ومن رجال الدين الذين يتوقع أن يشاركوا في المؤتمر حاخام فرنسا الأكبر حاييم كورسيا ورئيس الاتحاد البروتستانتي في فرنسا فرنسوا كلافيرولي وأسقف ليل (شمال) المنسنيور جيرار دوفوا وإمام مسجد بوردو طارق أوبرو ورئيس مجمع الأساقفة الأرثوذكس في فرنسا المنسنيور إيمانويل.
ومن المقرر عصر الثلاثاء توقيع “مذكرة تفاهم وصداقة بين الديانات التوحيدية الثلاث” تتضمن تعهدات وتحدد موعدا لعقد لقاء لاحق. وقال غالب بن شيخ لوكالة فرانس برس “لأول مرّة ستصدر في مدينة الأنوار إدانة صريحة وواضحة لا لبس فيها للإرهاب الإسلامي والظلامية والسلفية”.
ورابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية مقرها مدينة مكة المكرمة من ضمن مهامها الدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه، وتضم رجال دين مسلمين من عدة دول إسلامية. وهي تُعنى بالأقليات الإسلامية في العالم وتقدم لها الدعم المادي والسياسي.
وقد أعرب مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا المرتبط بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الخميس، عن “دهشته” لهذه المبادرة، فيما أبدى رئيس المرصد عبد الله زكري في بيان أسفه لـ”تهميش الهيئات الرسمية الممثلة للديانة الإسلامية” في فرنسا.
كما ندد برابطة العالم الإسلامي التي تجسد برأيه إسلاما “لا يمثل مسلمي فرنسا ولا يتوافق (…) مع قيم الجمهورية”. ودعا “مسؤولي الديانات الأخرى إلى عدم المصادقة على هذه المبادرة بحضورهم”.
وقد أيد هذا الموقف عميد مسجد باريس الكبير “دليل بوبكر”، إذ أعلن الجمعة أن “استخدام منظمات أجنبية الحوار بين الأديان في بلدنا لأغراض سياسية أمر في غاية الخطورة لا بد من التنديد به”. وحمل على رابطة العالم الإسلامي في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس، موجها انتقاداته إلى “المنظمة ومبادئها وأهدافها” وأبدى “دهشته” لصدور “إذن” بتنظيم المؤتمر “في وسط باريس”.
من جهته قال “غالب بن شيخ” في تصريحات لفرانس برس “هناك موقفان: إما نقول إن لرابطة العالم الإسلامي سجلا حافلا ولا نقوم بشيء، وإما نقول “هناك تغيير في الوجهة مع السكرتير الجديد” ونواكبه”.
وأبدى “محمد العيسى” خلال زيارة لباريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 معارضته لـ”التطرف العقائدي” داعيا إلى توجيه “رسالة اعتدال”.
ومؤسسة “إسلام فرنسا” التي أُنشئت عام 2016 هيئة علمانية تهدف إلى التعريف عن الإسلام والحضارة الإسلامية من خلال مشاريع علمانية. فيما يمثل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أقل بقليل من نصف مساجد فرنسا وهو المحاور الرئيسي للدولة منذ 2003 في تنظيم شؤون المسلمين في هذا البلد.
وبعدما أُعلن عن مشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب في نسخة أولى من البرنامج، نفى كل منهما مشاركته.
اضف تعليقا