جاء ظهور رجل الأعمال والمقاول محمد على على الساحة المصرية ليكشف حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب المصري جراء سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنظومته العسكرية، إلا أن الفيديوهات التي بثها محمد علي خلال هذا الأسبوع وتضمنت الدعوة للنزول ضد السيسي في الميادين لقت صدى كبير، ليس فقط على الصعيد الشعبي في الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي، بل أيضًا في أوساط النخبة، إذ انضمت شخصيات عامة إلى جوار محمد علي ليكشف كل منها جانبًا من العوار الذي يكتنفه نظام السيسي ومنظومة حكمه الهشة.

 

السيسي أسوأ رئيس جمهورية

قام ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بإعادة نشر مقطع فيديو بثه القمص مرقص عزيز خليل، كاهن الكنيسة المعلقة سابقًا، الذي توفى في الولايات المتحدة الأمريكية في 7 مايو من العام الجاري، حيث وصف الرئيس السيسي كأسوأ رئيس جمهورية مر على مصر وأن  الأمور وصلت لدرجة سيئة، إذ اعتبر أن السيسي، “شحت البلد” وأن”الناس اللي كانوا عايشين فوق المتوسط بقوا تحت الحد الأدني”.

وأضاف القمص مرقص – المحكوم عليه بالإعدام من محكمة مصرية- أن الأقباط في مصر قد خدعوا فيه معترفًا أنهم ساندوه في 30 يونيه إلا أن خيانة السيسي ورفضه ليد الأقباط التي مدت إليه وساعدته في الوصول للحكم في 2013، وأضاف أن السيسي لم يصدق في وعوده ولم يحترم قراراته، كما طالب الأقباط بإزالة صورة السيسي في الكنيسة من منازلهم.

وقال مرقص في الفيديو الذي نشر لأول مرة عام 2016، إن الأقباط قد عرفوا حقيقة الرئيس السيسي وأنه مثل الامبراطور الطاغية نيرون الذي حرق روما، فالسيسي هو المتسبب في فقر المصريين، ورغم ذلك يظهر في فيديوهات ضاحكًا مبتسمًا، وقال “النهاردة الناس بتدور في الزبالة عشان تأكل، المصري الفرعوني اللي حضارته ألاف السنين بيأكل من الزبالة، أيام السيسي السودة”، وأكمل، “لازم تفوقوا، لازم تفوقوا، وإلا بعد شوية هندّبح، دلوقتي احنا كلنا مدّبحين نفسيًا، لكن بعد كده هندبح بمعنى هندبح”، وختم الفيديو بأن العالم بأجمعه سيتذكر نهاية السيسي.

 

الجيش يعمل في غسيل الأمول

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو أمس منسوب لضابط الشرطة المصري السابق عبد الرحمن سرحان، يكشف فيه وقائع فساد وغسيل أموال للواء كامل الوزير وزير النقل الحالي ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة السابق، إذ يقول الضابط، “أنا بوجه رسالة محددة للسيسي.. أنا أحمد عبدالرحمن سطوحي سرحان، ضابط شرطة سابق استقلت سنة 2001 من مباحث الجيزة ومحامي حاليًا”.

وتابع، “قاعدلك في مصر يا سيسي.. وبسألك فين محمد حمدي يونس المحامي،الشاب اللى كتب على صفحته إنه بيفكر يقدم بلاغ فى الوقائع اللى اتهمك فيها محمد علي وتم اعتقاله، ببلغ النائب العام إن حجزه غير قانوني وعدم لقاء محاميه به ومرور 5 أيام على احتجازه غير قانوني”.

يذكر أن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت محاميًا بعدما كشف عن اعتزامه التقدم ببلاغ إلى النائب العام للتحقيق بشأن ما كشفه المقاول والفنان محمد علي مؤخرًا عن فساد في المشرعات الهندسية التي تشرف عليها القوات المسلحة، إذ داهمت قوات الأمن بمحافظة القليوبية في منطقة شمال القاهرة منزل المحامي محمد حمدي يونس، واقتادته إلى مكان مجهول، وصادرت أجهزة الهاتف والكمبيوتر، وفق بيان التنسيقية المصرية للحقوق والحريات.

 

جرائم السيسي ضد الإنسانية في سيناء

بث الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، قبل يومين، مقطع فيديو على حسابه في فيسبوك  كشف فيه الوجه الآخر لما يجري في سيناء، حيث أوضح أن الأرقام التي ذكرها السيسي عن كلفة الجيش في اليوم الواحد في سيناء ليست حقيقية، إذ ان “عدد الإرهابيين لا يتجاوز بحسب أقصى التقديرات ألفين، وهم معروفون لدى أهالي سيناء”.

أكد أبو فجر، أنه اجتمع ومشايخ قبائل سيناء عام 2014 برئيس جهاز المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي في مقر المخابرات، إذ اقترح المشايخ على التهامي التدخل “للقضاء على الدواعش”، لكنه رفض هذا التدخل وفضل الحديث عن المؤامرات التي تستهدف مصر، وأضاف أبو فجر أن “قدرة أهل سيناء على القضاء على الإرهابيين مردها إلى أنهم يعرفونهم ويعرفون قدراتهم، وبالتالي ليس هناك أسهل من استئصال شأفتهم مثلما هو سهل على الجيش المصري القضاء عليهم إن حددت له المهمة بدقة ووفرت له الإمكانيات اللازمة”.

وأوضح أبو فجر، أن ما يجري يثير شكوكًا بشأن الهدف الحقيقي من حرب سيناء، وهل الأمر يتعلق بمحاربة الإرهاب أم التأسيس لمصالح معقدة في ظل الحديث عن صفقة القرن، وفتح معركة مستمرة لتخويف الشعب المصري وإقناعهم بأن الإرهاب قريب منهم، وقال أبو فجر، إن “السيسي يرغب في تنفيذ عملية تطهير عرقي في سيناء”، وخاطبه بقوله “هذا لن يحدث أبدا، ولن ينجح”، وإن المعارك الدائرة لن تفلح إلا في استنزاف خيرات البلاد ومقدراتها.

 

وأشار أبو فجر، إن “ترحيل أهل سيناء هدفه تكرار سيناريو أهل النوبة وإفراغها من أهلها بغرض بيع سيناء ضمن صفقة القرن، وجدد تأكيده بأن هذا السيناريو لن ينجح أبدا”، كما أوضح أن الخاسر الأكبر في حرب سيناء إلى جانب أهلها هو جيش مصر الذي أُلقي به في محرقة تسحق عناصره بشكل يومي بالعشرات ويتم رميهم بدون أي توثيق، وأبرز أبو فجر الحقيقة أن “أهل سيناء باتوا يقتنعون بأن السيسي يحارب السيناويين ولا يحارب الإرهاب”.

يذكر أن مسعد أبو فجر هو ممثل سيناء في لجنة الخمسين، التي أصدر الرئيس المصري المؤقت للبلاد وقتها المستشار عدلي منصور قرارا جمهوريا بتشكيلها لتتولى المرحلة الثانية من تعديل الدستور، وذلك بعد شهرين من انقلاب السيسي في يوليو 2013.

 

الجيش يبيع البلد بثمن بخس

منذ خمسة أيام، نُشر مقطع فيديو لمستثمر مصري آخر يعمل في قطاع المقاولات يهاجم محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان بتهم الفساد وإهدار المال العام، إذ تحدث المستثمر “محمد إبراهيم” عن تأجير قرية سياحية ببورسعيد بثمن بخس لمستثمر قال إنه مدعوم من المخابرات.

تحدث المستثمر – الموجود في مصر- عن 3 أحكام قضائية يرفض اللواء عادل الغضبان تنفيذها متسائلًا، “عاوز أعرف مين بينفذ القانون في مصر الغضبان ولا السلطة التنفيذية ولا السلطة التشريعية ولا السلطة القضائية”، وتابع “أنتوا بعتوا الدنيا كلها بالبني أدمين بعتوا الأرض والعرض وبعتوا الدنيا كلها”.

وأضاف إبراهيم “الناس اللى بيدعوا لك يا ريس بكره هيدعوا عليه وهيدعوا عليك وعلى اللي جابك، واحنا اللي جبناك ياريس، حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي مقوي قلب الغضبان علينا”، كما تساءل أيضًا، “من يحمي اللواء عادل الغضبان في مصر؟ لو السيسي اللي بيحميه نروح نولع في نفسنا ونولع في بيوتنا ونولع في فلوسنا أو نشوف لنا دولة تانية نقعد فيها”.

 

التعدي على أراضي معهد الأورام

كتب طبيب الجراحة في المعهد القومي للأورام، وحيد يسري جرير، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عن عرض الأراضي المخصصة لمعهد الأورام للاستثمار الخاص، إذ قال “نحن دولة عظمى تفخر ببناء القصور والمدن العالمية الفاخرة والابراج التى تناطح السحاب بالاف المليارات بينما مجلس وزراءها يصدر قرارا بتاريخ ١٧ يونيو سنة ٢٠١٩ باقتطاع الجزءالاكبر من الارض المخصصة لبناء اكبر واحدث مركز اورام فى العالم (١٠٢٠ سرير) لعلاج سرطان المصريين (٥٠٠-٥٠٠).

وتابع، “الذى يقوم ببناءوة المصريون بتبرعاتهم وعرض تلك الارض للاستثمار الخاص وتقليص المستشفى ليكون ٣٠٠ سرير فقط بدلا من اصدار قرارا بتخصيص مليارا واحدا من الجنيهات المهدرة فى الهواء يوميا لاتمام بناء المستشفى لعلاج فقراء المصريين فى مكان يحفظ لهم ماتبقى من انسانيتهم وكرامتهم”، وختم كلامه “ياكبير الوزراء : انتم تبيعون ميراث الغلابة والفقراء والمرضى”.

يبدو أن محمد علي قد أشعل موجة واسعة من التعبير عن الغضب خلال الأيام الأخيرة لن تغلق بسهولة، إذ تعيش مصر اليوم الحالة الأولى الأبرز من نوعها منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم في 2014 في تحريك الرأي العام وإثارة الضجة حول الواقع السياسي المصري والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها ثلث المصريين تحت خط الفقر.