قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، “ليون بانيتا”، أن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران في الوقت الحالي ليس بالأمر البسيط وسيكون له تبعاته الشديدة على المنطقة، محذرًا من المخاطر المترتبة على توجيه واشنطن لضربة عسكرية، على ضوء الترقب الدولي لما ستؤول إليه الأمور بعد اتهام طهران بالوقوف خلف هجوم معملي “أرامكو” السعودية، السبت الماضي.

وقال “بانيتا”: “كوزير كنا دوما قلقين من احتمال الذهاب وتوجيه ضربة لإيران”، خلال مقابلة أجراها مع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.

وكان “بانيتا” عضو سابقا في إدارة الرئيس الأمريكي “بيل كلينتون”، ثم عين مديرا عاما لوكالة الاستخبارات المركزية “سي.آي.إيه” في إدارة “أوباما” في يناير/كانون الثاني 2009، ثم وزيرا للدفاع في يوليو/تموز 2011.

وأضاف: “الأمر ليس ذاته كتوجيه ضربة لسوريا، فإيران لديها القدرة لاستخدام الصواريخ لضرب قواتنا والرد باستهداف قواعدنا وتحويل وتصعيد وتيرة الحرب بصورة سريعة”.

وتابع: “على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون حذرة في قرار ما إذا كانت ستستخدم عملا عسكريا هنا، لم يكن ذلك (هجوم أرامكو) عملا عسكريا ضد قواتنا، وعلى أمريكا الحذر من الانجرار إلى حرب من قبل المملكة العربية السعودية”.

وأضاف: “علينا اتخاذ قرار بناء على مصالحنا وأمننا القومي، وهذا ما يجب أن نقوم به هنا، لا ما يقوله ويريده الآخرون”.

ومضى وزير الدفاع الأسبق قائلا: “نعم يمكننا التنسيق والاستشارة مع السعودية ودول أخرى، ولكن عندما يتعلق الأمر بعمل عسكري، فإن هذا النوع من القرار يجب أن تتخذه أمريكا بمفردها وفي سبيلها فقط”.

خيار أخير

وفي وقت سابق اليوم، صرح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للصحفيين في لوس أنجلوس، أن الحرب هي الخيار النهائي في التعامل مع إيران، وأن هناك الكثير من الخيارات الكثيرة الأخرى قبل اللجوء إلى ذلك.

وقال “ترامب”: “هناك الكثير من الخيارات، هناك الخيار النهائي، وهناك خيارات أقل من ذلك بكثير، وسوف نرى.. أقول إن الخيار النهائي يعني الحرب”.

وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد أن عرضت السعودية حطاما لطائرات مسيرة وصواريخ قالت إنها استخدمت في هجوم على اثنتين من منشآتها النفطية، باعتبارها أدلة “لا يمكن دحضها” على العدوان الإيراني.

وكانت إيران قد نفت إيران أكثر من مرة المسؤولية عن الهجوم الذي أصاب أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم؛ ما أدى في بادئ الأمر إلى انخفاض إنتاج السعودية من النفط إلى النصف.

والأربعاء، أعلنت إيران أنها أرسلت مذكرة الإدارة الأمريكية، عبر السفارة السويسرية، نفت فيها ضلوعها مجددا في هجمات “أرامكو”، وتوعدت أنها حال تعرضها لهجوم على خلفية ذلك، فإن ردها “لن يقتصر على مصدر التهديد”.