كان تنظيمي القاعدة وداعش بمثابة الغطاء الذي أنشأت أبوظبي بظلاله الأحزمة الأمنية والنخب التابعة لها في الجنوب اليمني، حيث سعت أبوظبي إلى احتكار محاربة “الإرهاب” في إطار علاقتها مع الولايات المتحدة، كما اتخذت من عملياتها جنوبًا غطاءًا لنشر التشكيلات الخارجة عن الشرعية اليمنية، لكنها ما لبثت أن وجهت نيرانها صوب “الشرعية”، ورفعت راية “الانفصاليين”، إذ قدمت أيضًا أبو ظبي نفسها بصفتها “الذراع العسكري”، لما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي”، الانفصالي، وفي هذه الأثناء، أعلنت جهات رسمية في الحكومة اليمنية أن الإمارات على علاقة مع تنظيم القاعدة وداعش.

الإمارات متهمة بالعلاقة مع داعش والقاعدة

اتهم وزير النقل اليمني صالح الجبواني، اليوم الأربعاء، دولة الإمارات بأنها على علاقة مع تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، جنوبي اليمن، إذ كتب الجبواني على صفحته بموقع تويتر” “لدينا كل الدلائل على علاقة الإمارات بتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن وبالأسماء، الإمارات تستخدم هؤلاء “الإرهابيين” في ضرب تعزيزات الجيش اليمني بطريق محافظتي شبوة وأبين في الجنوب”، وتابع الجبواني “آن لأبناء شبوة وأبين وقبائلها في هذه المناطق، تحديد موقف من الإمارات و”إرهابييها”، قبل أن يقع الفأس برأس الكل بجريرة هذه الجرائم”.

كان الجبواني قد التقى، الأحد، وزير الداخلية أحمد الميسري، ونائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، وأصدروا بيانًا للمطالبة بإنهاء مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العسكري ضد جماعة “أنصار الله” والخروج من اليمن، وقال البيان “إن الإمارات انحرفت عن الأهداف، التي دعت التحالف لإسقاط انقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي”.

وأضاف البيان، “تبنت الإمارات ودعمت انقلابًا مماثلًا على الشرعية في عدن، وتبنت ودعمت ولا زالت تدعم مشاريع تمزيق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات مسلحة تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة وإداراتها”، كما أدان البيان ما وصفه بـ”جريمة الاعتداء على الجيش الوطني (اليمني) من قبل الطيران الإماراتي”.

 

العلاقة بين الإمارات والقاعدة مليئة بعلامات استفهام

تأتي تصريحات الحكومة اليمنية بتعاون بين الإمارات ومسلحي تنظيمي القاعدة وداعش، لتسلط الضوء مجددًا، على هذه العلاقة، إذ سيطرت القاعدة، أواخر العام 2015، على مدن واسعة في الجنوب اليمني، في ظل صدارة الإمارات لنفوذ التحالف مع السعودية آنذاك، ولاحقًا تحول التنظيمان، إلى ما يشبه الغطاء للممارسات الإماراتية بتقويض الحكومة اليمنية، من خلال إنشاء التشكيلات الأمنية والعسكرية، الموالية لها، وذلك بعيدًا عن الأطر الرسمية في الحكومة اليمنية، ومن ذلك “الحزام الأمني” في عدن ومحيطها، و”النخبة الحضرمية” في حضرموت وكذا “النخبة الشبوانية” في شبوة.

يرى الخبراء أن الحرب الإماراتية ضد تنظيم القاعدة بوصفه الأكثر نفوذًا مقارنة بتنظيم داعش تحمل علامات استفهام كبيرة، إذ لم تكن هناك معارك حقيقية لاسترداد المدن التي سيطر عليها التنظيم، بقدر ما انسحب الأخير، على ضوء وساطات وصفقات غير معلنة، لا تزال تفاصيلها، زاخرة بمفاجآت قد تُكشف خلال الأشهر والسنوات المقبلة، خصوصًا في ظل موجة الرفض اليمني الرسمي والشعبي لاستمرار الدور الإماراتي في البلاد.