تناولت وسائل إعلام عالمية المظاهرات التي شهدتها القاهرة ومدن مصرية أخرى، منذ مساء الجمعة، للمطالبة برحيل الرئيس “عبدالفتاح السيسي” كما رصدها الخليج الجديد.
شبكة “CNN” قالت إن المئات من المصريين خرجوا في مظاهرات قرب ميدان التحرير، مهد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وسط القاهرة، مرددين شعارات ضد “السيسي”؛ الأمر الذي ردت عليه قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع واعتقال العشرات.
كذلك، سلطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوء على تلك المظاهرات.
وقالت إن مئات المصريين عادوا إلى ميدان التحرير للاحتجاج ضد “السيسي”، فيما خرجت مظاهرات مماثلة في عدد من المحافظات الأخرى، مشيرة إلى أن هذه المظاهرات تعد الأولى من نوعها منذ وصول “السيسي” للسلطة عام 2014.
بدورها، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) بتظاهر مئات الأشخاص في القاهرة ومدن مصرية أخرى مثل الإسكندرية والمحلة ودمياط في دلتا النيل، وكذلك في السويس استجابة لدعوات تم إطلاقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل “السيسي”.
ونُشرت على الإنترنت لقطات من التظاهرات التي هتف فيها العشرات “ارحل يا سيسي”، باستخدام وسم “#ميدان_التحرير”.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية المظاهرات بأنها احتجاجات نادرة ضد “السيسي”، مشيرة إلى أن الاحتجاجات، رغم صغرها، جاءت في الوقت الذي توجه فيه “السيسي” إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
ونقلت الصحيفة عن أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة “رباب المهدي” قولها إن الاحتجاجات التي تمت مساء الجمعة كانت “الأولى ضد نظام السيسي”، معتبرة أن استجابة الشرطة المقيدة نسبيا “قد تكون قرارا بالابتعاد”.
وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوة المقاول والممثل المصري “محمد علي”، الذي اتهم “السيسي” بإهدار الملايين من أموال الدولة على بناء قصور رئاسية ومشاريع رفاهية، عبر مقاطع فيديو سجلها من إسبانيا ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونفى “السيسي” هذه الاتهامات واصفا إياها بـ”الكذب”. فيما أقر ببناء قصور رئاسية، وأكد أنه سيستمر في بناء المزيد منها “من أجل مصر”.
وتظهر مقاطع الفيديو أن الاحتجاجات، خلال الساعات الأخيرة، لم تكن منظمة مركزيا، وجاءت إثر تجمعات عفوية لشباب غاضبين، العديد منهم تنحدر خلفياتهم من الطبقة العاملة.
وحاولت قنوات التليفزيون الموالية للحكومة التقليل من حدة الاحتجاجات.
لكن مقاطع فيديو فيديو عبر مواقع التواصل أظهرت احتجاجات حاشدة في القاهرة، والإسكندرية، ثاني أكبر مدينة مصرية، ومدينة السويس المطلة على البحر الأحمر، والمحلة الكبرى، مدينة مصانع النسيج التي تقع على بعد 70 ميلا شمال القاهرة وتشتهر بنشاطها العمالي.
وحول اعتقالات مظاهرات الأمس، قالت “اللجنة المصرية للحقوق والحريات”، عبر بيان، إن 4 أشخاص على الأقل اعتقلوا قرب ميدان التحرير. فيما قال “المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” إن وثق اعتقال 36 متظاهرا في القاهرة ومدن أخرى.
وتدين منظمات حقوق الإنسان “السيسي” بانتظام باعتباره أحد أقسى القادة في الشرق الأوسط؛ حيث تمتلئ السجون المصرية بالمعتقلين السياسيين، وتم حظر مئات المواقع على شبكة الإنترنت، وأصبحت أجهزة الإعلام في البلاد تديرها الأجهزة الأمنية.
اضف تعليقا