الثورة سياسيًا هي الخروج عن الوضع الراهن من أجل تغيير موازين القوى، وعلى المستوى الشعبي تعكس حالة السخط والغضب الناتجة عن سياسات الخنق الاقتصادي وقمع حريات الفكر والتعبير، ويعيش المصريون اليوم وبعد 6 سنوات من الإنقلاب العسكري تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي حالة من الكبت النفسي نتيجة ارتفاع معدلات الفقر وانتهاك كرامة المواطن وبيع الأراضي المصرية، الأمر الذي جعل من دعوات النزول التي أطلقها المقاول المصري محمد علي بمثابة الشرار الملائم لتغيير المعادلة وإعادة الأمل للمصريين في حياة كريمة يسترد بها حقوقه المسلوبة.
استمرار المظاهرات في السويس
اندلعت اشتباكات يوم السبت، 21 سبتمبر، مساء الأمس في مدينةالسويس، شمال شرق مصر، بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الذين طالبوا برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، حسبما ذكرت شهود عيان، ففي الليلة الثانية على التوالي، تحدى المتظاهرون المناهضون للحكومة الحظر المفروض على المظاهرات وخرجوا إلى الشوارع، حيث واجهتهم العديد من شرطة مكافحة الشغب مدعومة بالعربات المدرعة، وبذلك احتمل بعض المتظاهرين “خطرًا غير عادي” بالتجمع ضد الرئيس السيسي.
قال متظاهر يبلغ من العمر 26 عامًا أجرته وكالة فرانس برس “كان هناك حوالي 200 شخص”، إذ أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية، وقال المحتج الذي طلب عدم الكشف عن هويته “هناك جرحى”، في حين، أفاد أحد سكان السويس الذين قابلتهم وكالة فرانس برس سحابة غاز مسيل للدموع شاسعة لدرجة أنها كانت تصل إلى مبناها على بعد بضعة كيلومترات من الحوادث، بينما أكد مصدر من قوات الأمن وجود العشرات من المتظاهرين في السويس، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول رد السلطات.
حدث نادر
في القاهرة، تم نشر الشرطة يوم السبت على حافة ميدان التحرير، وهو مكان رمزي لثورة 2011، في اليوم السابق، هتف عشرات المتظاهرين “بتنحية السيسي” قبل أن تكون مشتتة من قبل الشرطة ونزل متظاهرون آخرون ليلة الجمعة في شوارع العديد من مدن البلاد، بما في ذلك الإسكندرية، حيث المظاهرات ضد النظام نادرة جدًا في مصر، حيث يتم فرض صدع من القمع على البلاد منذ قيام الرئيس إزاحة الرئيس محمد مرسي في عام 2013 على يد الجيش، وكان على رأسه الجنرال سيسي.
تم إطلاق دعوات للاحتجاج في الأيام الأخيرة على الشبكات الاجتماعية، وخاصة من رجل الأعمال المنفي في إسبانيا، محمد علي، الذي يتهم الرئيس السيسي بالفساد وإهدار المال العام، في حين، نفى الرئيس سيسي كل هذه الادعاءات، حيث قال “هذه أكاذيب تهدف إلى كسر إرادة المصريين وجعلهم يفقدون كل أمل وثقة في أنفسهم”.
مسيرة المليون
في فيديو جديد على الشبكات الاجتماعية، دعا محمد علي المصريين إلى المشاركة في “مسيرة المليون” يوم الجمعة المقبل على جميع “الأماكن الرئيسية” في البلاد، إذ قال “لقد فوجئت كما ترون عدد الناس في الشوارع، هذه الثورة للشعب، يجب أن نتحد، وأن ننظم أنفسنا للذهاب إلى الأماكن الكبيرة، لدينا حتى يوم الجمعة للوصول الى هناك “ كما دعا السلطات إلى إطلاق سراح المعتقلين يوم الجمعة.
يقوم النظام المصري بقمع المعارضة وسجن الآلاف من الإسلاميين والناشطين والمدونين، كما أُلقي القبض على 74 شخصًا على الأقل في الليل من الجمعة إلى السبت، وفق ما صرح لوكالة فرانس برس مصدرًا في أجهزة الأمن، مما جعل من المشهد الحالي لحظة مرتقبة ينظر العالم كله إليها بعيون كلها أمل تنتظر أن ينتصر الشعب المصري في ثورته ويسترد كرامته وحقوقه وتاريخه العظيم.
اضف تعليقا