عرض برنامج “ما خفي أعظم”، الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، تحقيقا تلفزيونيا أثبت فيه أن شركتين سعوديتين هما “سيلفيجن” و “شماس” تورطتا في عمليات القرصنة التي تمت ضد قنوات “بي إن سبورت” وقامت بها قناة “بي أوت كيو”، وتقع في مقر شركة إعلامية في حي القيروان بالرياض.

وكشف البرنامج، الذي بُث مساء الأحد على شاشة “الجزيرة”، عن وثائق ذكر أنها تثبت تحويلات مالية بين الشركات المتورطة وإدارة القمر الصناعي “عربسات”، كما كشف عن تجهيز مكان بديل لعملية القرصنة في دولة عربية أفريقية بعد زيادة الضغوط على السعودية.

وعرض “ما خفي أعظم” فيديو، ذكر أنه مسرب من داخل مقر “بي أوت كيو” السري، وكشف التفاصيل السرية للموقع والشخصيات المرتبطة به، وأظهر المعدات وأجهزة البث والاستقبال التي تستخدم بالقرصنة.

كما أظهر الفيديو غرفة التحكم الرئيسية وأجهزة الخوادم، التي تنظم عمل “بي أوت كيو” وتوزع محتواها المسروق من أجهزة “بي إن سبورت” الأصلية، المكدسة في مقر القناة المقرصنة.

 

 

وأورد التحقيق أن قرصنة محتوى “بي إن سبورت” تعود إلى يونيو/حزيران 2017، بعد أيام من حظر جميع قنوات الشبكة القطرية في السعودية ومُصادرة أجهزتها مع الإعلان عن انطلاق منصّة “بي أوت كيو” كبديل، بعد شهر من بدء الحصار.

وتوجه فريق “ما خفي أعظم” لمقر “بي آوت كيو” الوهمي في كوبا واتضح أنه غابات كثيفة لا يوجد بها أي منصّات إعلامية، فضلاً عن أن سفارة كوبا نفت وجود هذه المنصة على أراضيها في مكاتبات رسمية، وبالتالي تأكد المحققون أن السعودية تحمي القراصنة من خلال البث عبر القمر الصناعي عربسات.

وكانت النيابة العامة القطرية قد اتهمت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 3 موظفين في مجموعة “بي إن سبورت” بالتخابر مع السعودية ومصر للإضرار بمصالح الشبكة الرياضية.

والموظفون المتهمون هم: “علي محمد محمد سالم” و”عمر نجيب شوك” و”وليد عبدالعزيز”، واعترفوا بإجرائهم العديد من الاجتماعات مع رجل الأعمال المصري “أحمد أبو هشيمة” وعدد من ضباط الأمن القومي المصري.

كما اعترف المتهمون بتلقي تمويل خاص ومُرتبات شهرية من “أبو هشيمة”، فضلاً عن تسهيلهم دخول وفد مصري يضم أحد الضباط إلى مجموعة بي إن سبورت، في أغسطس/آب 2018.

https://www.youtube.com/watch?v=ljgIcGIXey4

 

وبحسب التحقيق، فقد نقل “سالم” معلومات وبيانات مهمة من بريده الإلكتروني الخاص بالعمل إلى بريده الإلكتروني الشخصي، ومنه إلى الجانب المصري، تضمنت عقود عمل ودراسات ومشاريع مستقبلية لبي إن سبورت والعقود التي تبرمها.

وأفاد النائب العام القطري “علي بن فطيس المري”، في حديثه لفريق البرنامج، بأن أحد المتهمين الثلاثة سافر إلى السعودية بعد الحصار، ودخلها دون تأشيرة ولا ختم جواز والتقى ضابط الاستخبارات السعودي “ماهر المطرب”، المتهم بالتورط في جريمة اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

يذكر أنه في يونيو/حزيران 2017، وبعد أيام من إعلان الحصار على قطر من قبل السعودية والبحرين والإمارات ومصر، تم حظر جميع قنوات “بي إن سبورت” ومصادرة أجهزتها في السعودية، تزامنا مع ترويج جهات سعودية لإطلاق مجموعة إعلامية رياضية جديدة.