قال وزير الخارجية التركي “جاويش أوغلو” أن إقرار ولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” بمسؤولية عن اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي”، في قنصلية بلاده باسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، “خطوة مهمة لكنها غير كافية”.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية (TRT)، عن وزير الخارجية التركي قوله إن “تقبل بن سلمان المسؤولية مهم للغاية، لكن هذا لا يكفينا، هناك جريمة ارتكبت وملابساتها ووقائعها واضحة، واعترفت المملكة بكل هذه التفاصيل”.

وأضاف “جاويش أوغلو”، خلال مؤتمر صحفي له في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لكن ما نريده الآن هو أن يمثل كل المسؤولين عن هذه الجريمة أمام القضاء”.

وتابع: “طلبوا (السعوديون) منا أن نتعاون معهم، ونحن قبلنا بذلك، وقدمنا كل الدلائل وكل المعلومات والوثائق التي توصلنا إليها، للنيابة العامة السعودية، لكن التعاون كان من طرفنا فقط، ولم نجد له صدى من الطرف الآخر، والشفافية لم تكن موجود للأسف”.

وأشار إلى أن “المحاسبة مهمة للغاية في هذا الصدد، وقلنا أكثر من مرة إن هناك بعض الأسئلة التي لم نجد إجابة لها، من هو العميل المحلي الذي يزعمون وجوده، وأين الجثة، لم يشاركونا بكل هذه المعلومات. هناك جريمة ويجب أن يخضع المسؤولون عنها أمام القضاء، ويجب التوصل إلى إجابة شافية لهذه الأسئلة”.

وفي وقت سابق، اعتبرت مقررة الأمم المتحدة للإعدام خارج نطاق القضاء “أغنيس كالامارد” أن إقرار “بن سلمان” بمسؤولية اغتيال “خاشقجي” غير كاف.

ودعت “كالامارد” وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الخميس، إلى رفع السرية عن ملفاتها المتعلقة بالجريمة التي وقعت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

كان “بن سلمان” تحدث للمرة الأولى عن مسؤوليته بشأن مقتل “خاشقجي” في حوار مع برنامج “فرونتلاين”، تبثه قناة (PBS)الأمريكية، الثلاثاء المقبل.

وقال “بن سلمان”، رداً على سؤال بشأن مسؤوليته عن مقتل “خاشقجي”: “أتحمل المسؤولية كاملة؛ لأن هذا الأمر حدث تحت إدارتي”، غير أنه أصرّ على نفي علمه بخطط الجريمة.

وعندما تساءل مراسل البرنامج “مارتن سميث” عن مدى إمكانية تنفيذ الجريمة دون أن يكون “بن سلمان” على علم بها، رد ولي العهد السعودي: “لدينا 20 مليون نسمة، و3 ملايين موظف”.

لكن “سميث” رد بسؤال آخر: “وهل يمكنهم أخذ إحدى طائراتك؟”، في إشارة إلى الـ15 شخصا المشتبه بهم في تنفيذ الجريمة، والذين توجهوا إلى إسطنبول على متن طائرة مملوكة للحكومة السعودية.

وأجاب “بن سلمان”: “لدي مسؤولون ووزراء يتابعون الأمور، إنهم مسؤولون ولديهم الصلاحية للقيام بذلك”.