ومن يستمع لاتصالات ترامب ويحمي سريتها؟

بعد البدء في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، زعمت الشكوى المقدمة ضد “ترامب” وهي من أحد المبلغين عن الفساد، أن سجلات مكالمته مع الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، قد جرت معالجتها بطريقة سرية غير معتادة، بحسب ما يشير تقرير لشبكة “بي بي سي”، نشرته السبت.

وقد برز الحديث بعدها، عن السياق الإدراي في البيت الأبيض، والترتيبات الداخلية السرية التي تُعنى ببرنامج الرئيس “دونالد ترامب” واتصالاته، مع نشر معلومات اتصاله مع نظيره الأوكراني، التي تسببت بأزمة قد تصل إلى عزله.

من جانبه، قال “آدم شيف”، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي: “هذه الشكوى لم يكن ينبغي أبدا حجبها عن الكونغرس، لقد كشفت عن مخالفات خطيرة ووجدها المفتش العام عاجلة وذات مصداقية”.

ويشير التقرير السري إلى أن تلك المخالفات كان محامي “ترامب”، “رودي جولياني”، له دور محوري فيها، وإلى أن المدعي العام، “ويليام بار” كان متورطا أيضا.

وينفي “ترامب” في أكثر من مناسبة، تورطه في تلك القضية، مشيرا إلى أنها مجرد حملة من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب من أجل عزله عن منصبه في الرئاسة.

اعتقد المبلغ عن الشكوى، وهو مسؤول في الاستخبارات الأمريكية، أن محضر المكالمة حفظ في مكان إلكتروني سري، ليس لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ولكن لأغراض سياسية.

ووفقا للشكوى، فإن علامة الخطر كانت في أنه تم تصنيف محضر المكالمة على أنها سرية، وفي وقت لاحق على أنها سرية للغاية، ما يضمن أن الأشخاص الذين لديهم أعلى التصاريح الأمنية هم وحدهم القادرون على الاطلاع عليها.

من يستمع لمكالمات “ترامب”؟

قبل إجراء الرئيس الأمريكي لأي مكالمة مع رئيس دولة أجنبي، يقدم مسؤولون من مجلس الأمن القومي إحاطة له، ثم يجلس هؤلاء (عضوان على الأقل) معه في المكتب البيضاوي أثناء حديثه، وفقا لصحيفة “يو إس توداي” الأمريكية.

كما يقوم مسؤولون آخرون في غرفة آمنة بالبيت الأبيض، بالاستماع إلى المكالمة ويدونون الملاحظات، وتُعرف ملاحظاتهم بأنها “مذكرة محادثة هاتفية” يختصر اسمها بـ”memcon”.

ويتم نسخ مكالمات الرئيس مع القادة الأجانب بواسطة أجهزة كمبيوتر، ثم يقارن مدونو الملاحظات انطباعاتهم بالنسخ الإلكترونية من المكالمة، حسبما أوضح مسؤولون سابقون في البيت الأبيض.

ويتم دمج الملاحظات من المسؤولين ومن النسخ المحوسبة في وثيقة واحدة يتم صياغتها بعناية فائقة، ووفقا لشكوى المبلغ ضد “ترامب”، فإن مكالمته مع الرئيس الأوكراني، كان يسمعها نحو 10 أشخاص.

فمنذ وصوله إلى منصبه، جرى ترتيب بعض الإحاطات التي تسبق المكالمات الهاتفية على عجل، وبواسطة أشخاص ذوي مستويات متفاوتة من الخبرة، وفقا لمسؤول سابق في مجلس الأمن القومي، الذي قال إنه طُلب منهم أحيانا الاستماع إلى المكالمات في اللحظة الأخيرة.

سرية الاتصالات

يقرر المسؤولون الذين يعملون في مكتب السكرتير التنفيذي لمجلس الأمن القومي الأمريكي، مستوى تصنيف محضر المكالمة، فإذا كانت تحتوي على معلومات يمكن أن تعرض الأمن القومي أو حياة الأفراد للخطر، يتم تصنيف المحضر على أنه “سري للغاية”، ويتم حفظه في مكان محمي.

ويعني تصنيف محضر المكالمة بأنها “سرية للغاية”، أن الأفراد الذين يتمتعون بأعلى مستوى من التصريح الأمني في حكومة الولايات المتحدة، يمكنهم وحدهم رؤية المحتوى.

أما تصنيف محضر المكالمة على أنه سري – وليس سريا للغاية -، فيعني أن باستطاعة المسؤولين مناقشة محتويات مكالمة الرئيس بسهولة أكبر، مع الأشخاص الآخرين الذين يعملون في الحكومة.

ويقول مستشارون لـ”ترامب”، إن مكالمته الهاتفية ومعالجة محضرها كان جيدا، ولا يتفقون مع شكوى المبلغ، لكن آخرين يقولون إن السرية المحيطة بالمحضر تظهر إساءة استخدام للسلطة الرئاسية.