في تصريحات قد تبدو غريبة لمتابعين الشارع المصري الآخذ في الاشتعال منذ تسجيلات رجل الأعمال والفنان المصري محمد علي التي يتهم فيها السيسي ونظامه بالفساد وتبديد أموال الدولة، خرج أحد أكبر مستشاري ولي العهد السعودي، رجل الأعمال تركي آل شيخ متوعداً بمقاضاة محمد علي والتهديد بترحيله إلى مصر، على خلفية قيام الأخير بانتقاده في أحد مقاطع الفيديو التي لم ينفك عن نشرها منذ بدايات الشهر الماضي.
تركي آل الشيخ هو أحد كبار مستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس هيئة الترفيه بالمملكة، وهو أيضاً مالك نادي “ألميريا” الإسباني لكرة القدم، والذي اشتراه في أغسطس/آب الماضي بعد انسحابه من ملكيته لفريق “بيراميدز” المصري، في خطوة مثيرة للجدل حيث اعتاد الأخير الدخول بقوة في مشاريع رياضية مصرية ثم الانسحاب منها بصورة مفاجئة.
مؤخراً، وبعد انتشار مقاطع الفيديو الخاصة برجل الأعمال والفنان المصري محمد علي، والذي هاجم فيها السيسي ومؤسستي الرئاسة والجيش، والتي أدت إلى غليان الشارع المصري -الذي يعيش نصفه تحت خط الفقر- ضد السيسي لأول مرة منذ سنوات، قام علي بنشر مقطع فيديو يهاجم فيه فنانين مصريين من مطربين وممثلين قاموا بتوقيع عقوداً مع تركي آل الشيخ لتقديم عروضاً وحفلات في المملكة العربية السعودية، وهو المقطع الذي أثار غضب آل الشيخ وعلى إثره قام برفع دعوى تشهير ضد محمد علي، والتهديد بترحيله من “مخبأه” في برشلونة إلى مصر.
آل الشيخ قام بدعوة عدد من الفنانين والفنانات المصريين لتوقيع عقود لصالح هيئة الترفيه التي يرأسها في المملكة، ، كجزء من إصلاحات المملكة التي تهدف إلى التخلص من صورتها “المحافظة” للغاية، من خلال أن تصبح مركزًا إقليميًا للترفيه، وهي الخطوة التي اعتبرها علي تقليل من المصريين، حيث اتهمهم بإهانة مصر بالتناوب على توقيع عقود مع الشيخ في مؤتمر صحفي في الرياض في فبراير/شباط الماضي.
وقال علي في تسجيلاته التي بدا فيها منفعلاً مخاطباً المشاهير الذين تعاقدوا مع آل الشيخ ، “من هو تركي آل الشيخ؟”، “هل تقومون بالتوقيع معه فقط من أجل المال؟”، وتابع حديثه مديناً المملكة العربية السعودية التي تقوم بتمويل أي شيء لدعم السيسي وحكومته، موجهاً تساؤل للفنانين “أليس لديكم ما يكفي من المال والشهرة؟”.
وقال للسيسي بصورة واضحة وصريحة “أنت شخص متسول… أنت ورجالك ووكلائك”، حيث استولى السيسي على السلطة في مصر في أعقاب انقلاب عسكري في 2013 على محمد مرسي- أول رئيس منتخب ديموقراطياً في مصر، وذلك بدعم من السعودية، لم يتوقف حتى الآن حيث تتلقى حكومته مليارات الدولارات من الرياض بصورة مستمرة.
على خلفية مهاجمة محمد علي للفنانين الذين تعاقدوا مع تركي آل الشيخ، كتب الأخير على حسابه الرسمي على موقع الفيسبوك الخميس الماضي ” لقد سمعت أن هناك مقاولاً أراد أن يلعب دور البطل لكنه لم يستطع تحقيق ذلك”، وذلك في إشارة إلى محمد علي.
وتابع آل الشيخ متحدثاً عن محمد علي “إنه ولسوى الحظ مصري، يسكن في أسبانيا”، مضيفاً “وبصفتي مالك نادي رياضي في اسبانيا، ولدي إقامة اسبانية، قررت اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده بعد توكيل أكبر شركة محاماة في اسبانيا، وذلك بسبب تطاوله علي وإهانته لي في مقاطع فيديو على موقعي “يوتيوب” و”فيسبوك”، متوعداً بسعيه الجاد في تسليمه إلى مصر بعد اثبات التهم عليه.
كما قال “أتمنى أن أربح قضيتي ضد محمد علي حتى أتمكن من ترحيله إلى موطن الأصلي، رغم أني أشك أنه مصرياً من الأساس، يبدو لم يشرب من مياه النيل أبداَ”
منذ أن أصبحت مقاطع الفيديو الخاصة بعلي حديث الساعة في مصر، حاولت الدولة مواجهتها بالدعاية المؤيدة للسيسي عن طريق الترويج أن تأييد السيسي هو تأييد للدولة، وتم عمل العديد من الأغنيات المؤيدة للنظام غناها أبرز النجوم والمشاهير المصريين لكسب تأييد شعبي، كالأغنية التي غناها الممثل “محمد رمضان”، بعنوان “عاوزينها فوضى”.
تركي آل الشيخ يهوى كتابة الأغاني أيضاً، وقد شارك في الحملة الفنية المؤيدة للسيسي، كما نشر عبر حسابه الشخصي أغنية من تأليفه بعنوان “أنا بعشقك يا مصر”، غناها عمرو دياب.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا