أبلغت السفيرة الأميركية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش المحققين في قضية عزل دونالد ترامب الجمعة أن الرئيس الأميركي ترامب سعى لأشهر إلى إزاحتها من منصبها، مؤكدة أن إقالتها تمت في نهاية المطاف بناء على “مزاعم كاذبة” أطلقها أشخاص مشكوك بدوافعهم.
وفي أول ظهور لمسؤول سابق من إدارة ترامب أمام الكونغرس منذ إعلان هذه الادارة الحرب على لجنة التحقيق البرلمانية، وجّهت يوفانوفيتش انتقادات قاسية لسلوك إدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة عن يوفانوفيتش انتقادها للتقارير “الخيالية” التي روج لها مقربون من ترامب قالوا إنها ليست مخلصة له، وقالت إنها لم تفعل شيئا على الإطلاق لتخريب حملته أو رئاسته.
وأبدت السفيرة السابقة قلقها من أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الذي أبلغها باستدعائها إلى واشنطن رغم أنها “لم تفعل شيئا خاطئا”، أخبرها بأن هناك “حملة منسقة” ضدها وأن الوزارة كانت تحت ضغط من ترامب منذ منتصف 2018 لازاحتها.
ويعتبر مثول يوفانوفيتش التي لا تزال موظفة في الحكومة الفدرالية، أمام مجلس النواب انتصارا للديموقراطيين نظرا لموقف البيت الأبيض من التعاون مع التحقيق.
وقال الديموقراطيون الذين يقودون التحقيق إن البيت الأبيض أمر مساء الخميس وزارة الخارجية بمنع يوفانوفيتش من الإدلاء بشهادتها.
ولكن بعد إصدار لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب مذكرة استدعاء بحق يوفانوفيتش، تحدت السفيرة السابقة إدارة ترامب وأدلت بشهادتها.
وقال رئيس اللجنة آدم شيف ورئيسان آخران للجنتين في بيان إن “أي جهود يبذلها مسؤولو إدارة ترامب لمنع تعاون الشهود مع اللجان سيعتبر عرقلة”.
شهادات إضافية
جاءت شهادة يوفانوفيتش في الوقت الذي كشف فيه سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند أنه هو أيضا سوف يلتزم بمذكرة استدعاء من مجلس النواب ويدلي بشهادته أمام الكونغرس الخميس المقبل، متحديا أوامر الادارة الأميركية بعدم القيام بذلك.
وسوندلاند أحد المتبرعين الأثرياء لحملة ترامب الرئاسية لعام 2016، كان أحد المشاركين في مجموعة الرسائل النصية التي تناقش جهود الرئيس للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع ابن المرشح الرئاسي جو بايدن. وأبدى بعض الدبلوماسيين من خلال هذه الرسائل قلقهم من ربط الادارة تقديم مساعدات عسكرية مقابل هذه الخدمة السياسية.
ويبحث الديمقراطيون أيضا في مجلس النواب فيما إذا كان إبعاد يوفانوفيتش عن منصبها قد تم لأنها فشلت في مواكبة هذه الخطة.
واتخذت الفضيحة منحى دراميا الخميس مع إلقاء القبض على ليف بارناس وإيغور فرومان وهما من مساعدي محامي ترامب الشخصي رودي جولياني، على خلفية صلتهما بالمساعي لفتح تحقيق بحق بايدن في أوكرانيا.
والرجلان ايضا وافقا على جمع عشرين ألف دولار لعضو في مجلس النواب لطلب “مساعدته في دفع الحكومة الأميركية إلى طرد او استدعاء السفيرة الأمريكية في أوكرانيا حينها”، وفق لائحة الاتهام.
والنائب الذي لم يتم ذكره هو بحسب وثائق تمويل الحملة النائب الجمهوري السابق عن تكساس بيت سيشينز الذي اعترف بالسعي لإقالة يوفانوفيتش ، لكنه قال إن السبب في ذلك هو أنها كانت “تذم الرئيس ترامب أمام الآخرين”.
واعترف ترامب علنا بالسعي لإقالة السفيرة التي وصفها بأنها “أخبار سيئة” خلال اتصاله مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
ووفق نيويورك تايمز، أبلغت يوفانوفيتش النواب بأن اتصالاتها مع جولياني كانت “محدودة” و”جميعها لا علاقة لها بالأحداث موضع التحقيق”.
وقالت إنها وجدت أنه “من المثير للريبة أن تختار الحكومة الأميركية إقالة سفير استنادا (…) إلى مزاعم لا أساس لها وكاذبة من قبل أشخاص لديهم بشكل واضح دوافع مشكوك فيها”.
وأشارت يوفانوفيتش إلى أنها تعتقد أنها ربما كانت مستهدفة جزئيا بسبب ترويجها القوي لجهود مكافحة الفساد. وقالت إن اصحاب العلاقة مع جولياني “ربما اعتقدوا أن سياستنا لمكافحة الفساد في أوكرانيا تعرقل طموحاتهم المالية”.
ويؤكد ترامب وجمهوريون آخرون باستمرار وبدون تقديم دليل، أن بايدن سعى إلى أقالة المدعي العام في أوكرانيا لحماية ابنه هانتر الذي كان يعمل لدى شركة أوكرانية للطاقة
اضف تعليقا