أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، بأن كينتارو سونورا، مستشار رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي، سيقوم بزيارة لطهران، الأربعاء المقبل، لمتابعة الحراك الدبلوماسي الياباني لخفض التوتر بين طهران وواشنطن، في إشارة إلى أن الوساطة الدولية بدأت تتفعل مجدداً في هذا المضمار، بعد أن أصابتها إخفاقات عديدة، أبرزها فشل الجهود الأوروبية، خصوصاً الفرنسية في ترتيب لقاء بين الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، الشهر الماضي.

وذكرت وكالة “إيلنا” العمالية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن المستشار الياباني سيلتقي خلال زيارته مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف.

وتعد اليابان أحد الأطراف الدولية التي تقوم بجهود الوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، إذ زار شينزوا آبي طهران خلال يونيو/حزيران الماضي، في زيارة “تاريخية”، هي الأولى لرئيس وزراء ياباني منذ 40 عاماً بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران.

والتقى آبي بكل من الرئيس روحاني، والمرشد الإيراني علي خامنئي، ناقلاً إلى الأخير رسائل شفهية من الرئيس الأميركي، حول بدء مفاوضات بين طهران وواشنطن، لكن خامنئي رد على ذلك بالقول: “إنني لا أرى أن ترامب يستحق تبادل الرسائل معه، لذلك لن أرد عليها”.

وجدد المرشد الإيراني القول إن بلاده “لا تثق أبداً بالولايات المتحدة، ولن تكرر تجربة التفاوض المريرة معها”، الأمر الذي أفشل مهمة رئيس الوزراء الياباني في إقناع الجانب الإيراني بالتفاوض مع الإدارة الأميركية.

إلا أن ثمة تصريحات صدرت من المسؤولين اليابانيين بعد هذه الزيارة، تؤكد أن اليابان على الرغم من فشل زيارة رئيس وزرائها، إلا أنها ما زالت مصرة على مواصلة جهودها لخفض التوتر بين الإيرانيين والأميركيين.

وفي هذا الإطار، أشار آبي، خلال يوليو/تموز الماضي بعد شهر من زيارته لإيران، إلى أن بلاده تريد بذل كل ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، قال: “إن دوري الذي لا يتغير هو دعوة إيران كقوة رئيسية إلى اتخاذ إجراءات ترتكز على الحكمة المستمدة من تاريخها الثري”، مشيراً إلى أن بلاده تشعر بقلق بشأن الموقف في الشرق الأوسط.

وتعود الوساطة اليابانية مرة أخرى بين طهران وواشنطن، فيما تشهد المنطقة وساطات أخرى تقوم بها باكستان والعراق، بين إيران والسعودية الحليف للولايات المتحدة الأميركية.

وفي هذا السياق، زار أمس الأحد، رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، العاصمة الإيرانية طهران، والتقى مع روحاني وخامنئي.

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني، خلال مؤتمره الصحافي مع الرئيس الإيراني، أن “السبب الرئيس” لزيارته إيران “منع وقوع حرب جديدة في المنطقة”، مشيراً إلى زيارته المرتقبة  للرياض الثلاثاء المقبل، مضيفاً أنه، خلال هذه الزيارة، سيشدد على “مبادرة باكستان حول السلام والاستقرار في المنطقة وحلّ الخلافات والتوترات”، معرباً عن أمله أن تستضيف إسلام آباد حواراً بين طهران والرياض، “على الرغم من كل التعقيدات”.

لكن أظهرت تصريحات خان خلال المؤتمر الصحافي أن الحراك الدبلوماسي الذي أطلقه، لا يقتصر على جهود وساطة بين الرياض وطهران، بل يشمل أيضاً تهدئة التوتر بين الأخيرة وواشنطن، إذ قال في هذا السياق إن “ترامب طلب مني زيارة نيويورك لتسهيل الحوار بين إيران والولايات المتحدة الأميركية”، مؤكداً “أنني أبذل جهودي في هذا الصدد”.

وأضاف خان أنه تناول هذا الموضوع اليوم مع روحاني، مشيراً في الوقت ذاته إلى “وجود صعوبات في هذا المضمار”، مشدداً على أنه “لن يألوا أي جهد لرفع العقوبات على إيران”.

ورغم انطلاقة جديدة في الوساطات الدولية والإقليمية، إلا أن لا مؤشرات على أنها ستتكلل بالنجاح هذه المرة، أقله حتى الآن، حيث لا يزال الطرفان الأميركي والإيراني مصرين على مواقفهما، فإيران على لسان رئيسها حسن روحاني، جددت التأكيد، أمس الأحد، لشروطها بشأن أي تفاوض مع الإدارة الأميركية، داعياً إياها إلى إلغاء كل العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي.

كذلك أكد المبعوث الأميركي بشأن إيران، برايان هوك، الجمعة الماضية أن “على إيران أن تغير سياساتها، وإلا فستشاهد اقتصادها ينهار”، قائلاً إن بلاده تسعى للتوصل إلى “اتفاق شامل مع إيران”، مرحباً بالجهود الأوروبية في هذا الإطار.

لكن الاتفاق الشامل الذي تنشده الإدارة الأميركية يطاول قضايا تعتبرها إيران “خطوطاً حمراء”، في مقدمتها برنامجها الصاروخي، فضلاً عن أنها تؤكد أن على واشنطن أن تعود إلى الاتفاق النووي قبل أن تطالب باتفاق آخر.