تحدثت عائلات معتقلين فلسطينيين وأردنيين في سجون المملكة العربية السعودية، عن تفاصيل ما جرى في لحظة الاعتقال التي طالت عدد من أبناء هذه العائلات، ضمن حملة الاعتقالات التي تعرض لها أكثر من 60 فلسطينيًا منهم من يحملون جوازات سفر أردنية.

وقالت العائلات في شهاداتها، بعدما رفضت الكشف عن اسمها خشية تعرضها أو أبنائها المعتقلين للأذى من السلطات السعودية، كيفية اعتقال أبنائها ومداهمة عناصر من الأمن السعودية لمنازلهم بطريقة وحشية، حسب تقرير خاص لوكالة “شهاب”.

عائلة المعتقل عبد الرحمن فرحانة (63 عاما) الذي يعمل صحفيا وعمل في جمعيات خيرية عدة منها صندوق يتبع للملك سلمان بن عبد العزيز وفي الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وجمعيات للأيتام والفقراء، ومقيم في المملكة منذ عام 1976، قالت “إنه جرى اعتقاله يوم الجمعة 21 فبراير 2019، من داخل سيارته في طريق المطار”.

وأضاف قتيبة نجل المعتقل “عشر سيارات حاصرت سيارة والدي في طريق المطار، وأجبرته على الذهاب لمنزلنا، وهناك جرى عزل والدتي وأخواتي في غرفة، وعاثوا في المنزل خرابا وصادروا أجهزة الكترونية قبل مغادرتهم برفقة والدي”.

وأوضح أن والدته مريض بالسكر والضغط ونقص تروية بالدماغ، وقد كُسرت نظارته الطبية خلال الاعتقال، ولم يسمحوا بعمل نظارة له حتى هذه اللحظة.

وأشار قتيبة الى أن والده قضى في العزل الانفرادي بالسجون السعودية حوالي 7 أشهر، مطالبا السلطات السعودية بالإفراج عن والده.

استجواب الأطفال ومراقبتهم

المعتقل “س.م”، اعتقله الأمن السعودي في فبراير 2019 خلال محاولته السفر في مطار جدة، وهو رجل أعمال فلسطيني مقيم في المملكة منذ 10 سنوات ويعمل في شركة خاصة.

قالت عائلته لـ “شهاب”، “إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن مدججين بالسلاح داهمت منزله بعد 48 ساعة من اختفائه دون إبلاغ أهله، وعزلت زوجته في غرفة، بينما استجوبت أبنائه الأطفال الصغار وسألتهم عن عمل والدهم”.

وأضافت “طفله لم يتجاوز (6 سنوات) تم استجوابه من عناصر مدججين بالسلاح عن عمل والده بطريقة مؤذية، ولا يزال يعاني الطفل من الخوف والقلق من كل شيئ حوله”.

وأوضحت العائلة أن قوات الأمن صادرت كافة الأجهزة الالكترونية الخاصة بالمعتقل وعاثوا بالمنزل خرابا قبل أن يغادروه، مشيرة الى أن ابنها المعتقل منذ 3 أشهر لا يعلمون عنه شيئا.

وذكرت العائلة أن منزل العائلة مراقب من قوات أمن سعودية ويستجوبون أطفاله لدى عودتهم من المسجد.

“مرضك هو الذي شفع لك”!

أما المعتقل “م.ن” المريض بالفشل الكلوي، وهو فلسطيني يعمل في شركة خاصة ومقيم بالمملكة منذ 20 عاما، ومن سكان قطاع غزة بالأصل، فقد داهمت قوات الأمن منزله، وخاطبه أحد عناصر الامن السعودي بالقول “مرضك هو الذي شفع لك من اعتقالك”، وهددت باعتقال نجله.

وذكرت مصادر عائلية لـ “شهاب”، أن الأمن السعودي فرض الإقامة الجبرية عليه، واعتقل نجله بعد يومين من التهديد.

وأوضحت المصادر، أن حملة الاعتقالات شملت عشرات الفلسطينيين والأردنيين من أصل فلسطيني، وجرى مصادرة أموال رجال الأعمال والمقيمين وصادروا شركاتهم، كما اعتقلت قوات الأمن السعودية وكلاء المعتقلين والمقربين منهم.

وحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الاعتقالات طالت العشرات من الفلسطينيين في السعودية، وذكر المرصد أنه وثَّق ما لا يقل عن ستين حالة وأن العدد يفوق ذلك، وذكرت مسؤولة الاتصال والإعلام بالمرصد الأورومتوسطي سيلين يشار، أن حملة الاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين ليست إلا واحدة من سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها المملكة.

وكشف المرصد -وحسب شهادات موثقة- صنوفا متعددة من التعذيب ولا سيما ضد المعتقلين الفلسطينيين من قبل المحققين والسجانين في سجن “ذهبان” السعودي.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد كشفت قبل أسابيع عن اعتقال السلطات السعودية أحد قادتها وممثلها في المملكة محمد صالح الخضري، وقالت إنه معتقل منذ عدة شهور، وسط حالة من التكتم على ظروفه وملابسات اعتقاله، فيما تناقلت وسائل الإعلام أمس الاثنين اعتقال السعوديين لرجل الأعمال والقيادي بحماس أيضا أبو عبيدة الآغا وحوّلته لسجن “ذهبان” بمدينة جدة.