ذكرت الولايات المتحدة أنها لم تجد أي أدلة على تنفيذ تركيا عمليات تطهير عرقي شمال شرق سوريا، إلا أنها أكدت وقوع حوادث تعتبر جرائم حرب ارتكبتها فصائل من المعارضة السورية.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء لبعض وسائل الإعلام، إن بلاده لا ترى أي أدلة على ممارسة الجيش التركي تطهيرا عرقيا في المنطقة خلال تنفيذ عملية “نبع السلام” العسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في أعقاب الانسحاب الأمريكي من تلك الأراضي.
وأضاف المسؤول، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، أن تركيا أكدت للولايات المتحدة أن مثل هذا الأمر لن يحدث.
وفي غضون ذلك، قال المبعوث الخاص للولايات المتحدة المعني بالقضية السورية، جيمس جيفري، في تصريح أدلى به اليوم الأربعاء، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي: “لم نر أدلة على تطهير عرقي من تركيا”.
لكنه أضاف مع ذلك: “كثير من الناس فروا لأنهم قلقون جدا، مثلنا، بسبب هذه القوات السورية المعارضة المدعومة تركيا. تابعنا حوادث عدة نعتبرها جرائم حرب”.
وأشار جيفري إلى أن مسؤولين أمريكيين يعكفون على بحث هذه التقارير وطالبوا “على مستوى عال” بتفسير من الحكومة التركية.
كما شدد على أن الجانب الأمريكي بدأ تحقيقا في تقرير تحدث عن استخدام محدود من قبل تركيا للفسفور الأبيض الحارق المحظور أثناء هجومها على المسلحين الأكراد.
وأطلقت تركيا يوم 9 أكتوبر، وسط معارضة وانتقادات واسعة من قبل السلطات السورية وحكومات كثير من الدول العربية والغربية، عملية عسكرية باسم “نبع السلام” شمال شرق سوريا “لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين” في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ “حزب العمال الكردستاني” وتنشط ضمن “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن في إطار حملة محاربة “داعش”.
ونفذت العملية بمشاركة نشطة من قبل تنظيم “الجيش الوطني السوري”، الذي شكلته عمليا الحكومة التركية من فصائل “الجيش السوري الحر” المعارض للسلطات السورية، واتهم بارتكاب جرائم حرب بحق الأكراد خلال الأعمال القتالية.
وتم تعليق “نبع السلام”، يوم 17 أكتوبر، بموجب اتفاق أمريكي تركي حول وقف إطلاق النار، ليجري تمديده بمذكرة تفاهم بين روسيا وتركيا أبرمت يوم 22 أكتوبر.
اضف تعليقا