كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، الإثنين، عن اتجاه يقوده ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” للاستثمار في الإعلام المصري بقوة خلال الفترة المقبلة، بموافقة من المخابرات العامة المصرية.
وذكرت الصحيفة أن فندق “ريتز كارلتون” في القاهرة استضاف، السبت الماضي، “منتدى مسك الإعلامي”، على نحو مفاجئ، بدعم من “مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية”، واستُقبل بحفاوة كبيرة من قِبَل الإعلاميين المؤيدين للنظام المصري.
وجاء تنظيم المنتدى تحت عنوان “الحديث عن أمور مرتبطة بالإعلام”، بمشاركة سعودية وخليجية واسعة، وهو أول نشاط لمؤسسة “بن سلمان” في مصر، وسط حفاوة كبيرة بالضيوف، ما يشي بأنه لن يكون النشاط الأخير.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن اتجاه ولي العهد السعودي للاستثمار في الإعلام المصري بقوة جاء بعدما حوّل رئيس هيئة الترفيه السعودية “تركي آل الشيخ” برنامج “الحكاية”، الذي يقدمه الإعلامي المصري “عمرو أديب” على قناة MBC، إلى ساحة ترويج لـ”الانفتاح” الذي تشهده المملكة جراء السياسة الاقتصادية الجديدة فيها.
وأشارت إلى أن منتدى “مسك” انتهى بلا مخرجات، ولم يَعْدُ كونه ورشاً تدريبية وأحاديث لعدد من المسؤولين، إلا أن ما بدا لافتاً فيه هو حضور مسؤولين حكوميين ووزراء جزءاً من فعالياته، وسرعة موافقة جهاز المخابرات العامة على إقامته.
ولفتت الصحيفة اللبنانية إلى أن إقامة هذه النشاطات في مصر تمت بموافقة المخابرات حتى على التفاصيل، فيما تتابع باقي الأجهزة الأمنية الحضور وأنشطتهم.
ويأتي انعقاد “منتدى مسك” قبل أسبوع واحد من “منتدى إعلام مصر”، الذي ينظّمه “المعهد الدنماركي”، بدعم من المخابرات، التي تسمح بإقامته للعام الثاني على التوالي داخل فندق “الماريوت” المملوك للدولة، وتشرف على تنفيذه “نهى النحاس”، المسؤولة عن تنظيم فعاليات “منتدى شباب العالم” التي سبق أن حضرها الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”.
وفي العام الماضي، جلس معارضون بارزون على المنصة في الجلسة الرئيسة للمنتدى، متحدثين عن الصعوبات التي تواجه الإعلام وتضييق الحريات، في مقابل وكيل المجلس الأعلى للإعلام “عبدالفتاح الجبالي”، الذي دافع عن أحقية السلطة في اتخاذ قرارات بحجب المواقع والصحف.
ورغم أن هيئة الاستعلامات المصرية، المسؤولة عن الإعلاميين الأجانب، هاجمت قناة BBC عربي على خلفية إجراء مذيعتها “رشا قنديل” مقابلة مع المقاول والفنان المعارض “محمد علي”، فإن المنتدى يستضيف مديرة مكتب القناة في القاهرة “صفاء فيصل”، لتتحدث عن “الفرق بين التجارب الغربية والتجارب المصرية” بالإعلام، في محاولة اعتبرها معارضون “لتجميل صورة النظام”.
وبات “محمد علي” بمثابة قائد فعلي لنشاط المعارضة المصرية بالخارج من إسبانيا، بعد أسابيع من إثارته الجدل عبر بثه تسجيلات مرئية، قال إنها لقصور شيدها “السيسي” بمليارات الجنيهات، وحديثه عن وقائع فساد بالقوات المسلحة المصرية، ودعوته المصريين إلى التظاهر لإسقاط النظام في 20 سبتمبر/أيلول الماضي.
اضف تعليقا