عبرت وزارة الخارجية التركية عن رفضها تصويت مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء لصالح قرار يعتبر القتل الجماعي للأرمن قبل قرن من الزمان “إبادة جماعية” الذي وصفته بأحداث 1915.
جاء ذلك في بيان صدر في وقت متأخر يوم الثلاثاء عقب التصويت الذي حظي بموافقة بأغلبية 405 أعضاء مقابل 11 عضوا، في تصويت رمزي لكنه تاريخي ومن شأنه تأجيج التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا.
وذكر البيان: “نرفض القرار H.R.296 المعنون (التأكيد على سجل الولايات المتحدة في الإبادة الجماعية للأرمن) الذي جرى تبنيه اليوم من قبل مجلس النواب الأمريكي”، وفقا لموقع “ديلي صباح” التركي.
وأضاف البيان أن القرار خال من أي أساس تاريخي أو قانوني، ويبدو أنه تمت صياغته وإصداره من أجل أغراض الاستهلاك المحلي.
وأشار البيان إلى أن “القرار في حد ذاته غير ملزم من الناحية القانونية. وكخطوة سياسية فهو بلا معني، والمخاطب به الوحيد هم اللوبي الأرمني والجماعات المناهضة لتركيا”.
ولفت البيان: “إن أولئك الذي شعروا بالهزيمة لعدم تمكنهم من وقف عملية نبع السلام سوف يكونون مخطئين للغاية إذا اعتقدوا أنهم قد ينتقمون بهذه الطريقة”. في إشارة إلى العملية العسكرية التي شنها الجيش التركي على شمالي سوريا في التاسع من الشهر الجاري.
وتابع: “لا يمكن أن يكون هناك وهم أكثر من محاولة إعادة كتابة التاريخ وفقا لـ(شعور) هيئة سياسية”. في إشارة إلى مجلس النواب الأمريكي.
وقال البيان إن أحداث 1915، تشكل موضوعا شرعيا للنقاش وفقا للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مضيفا أنه لا يوجد حكم صادر من محكمة مختصة فيما يتعلم بأحداث 1915 تثبت جريمة الإبادة الجماعية.
وعقب البيان: “ومن ثم فإن النقاش حول الأحداث التي وقعت عام 1915 تنتمي إلى عالم التاريخ، وليس السياسية”، مذكرا بأن “اقتراح تركيا بإنشاء لجنة تاريخية مشتركة رفضه الجانب الأرمني في عام 2005”.
وختم البيان: “إن الإدارة والسياسيين الأمريكيين، وكذلك الشعب الأمريكي في وضع أفضل للنظر في الأضرار التي يلحقها هذا القرار بزعزعة العلاقات التركية الأمريكية وستلحق الضرر بالمصالح الأمريكية في وقت هش للغاية فيما يتعلق بالأمن الدولي والإقليمي، من ناحية أخرى تجدر الإشارة إلى أن موقف الإدارة الأمريكية من أحداث 1915 لا يزال هو نفسه”.
أغلبية ساحقة
وفي وقت سابق الثلاثاء، تبنى مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون يصف المزاعم الأرمنية بخصوص “أحداث 1915″ بـ”الإبادة الجماعية”.
مشروع القانون الذي تقدم به رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا “آدم شيف”، في شهر أبريل/نيسان الماضي، تم قبوله بموافقة 405 نواب، ورفض 11.
ومن المنتظر عرض القانون للتصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي خلال فترة قصيرة، وحالة الموافقة عليه سيكون نافذًا.
بلا قيمة
وكان وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” قد انتقد تصويت مجلس النواب الأمريكي، واصفا القرار بأنه” بلا قيمة”.
وقال “جاويش أوغلو” على تويتر إن تركيا أحبطت “لعبة كبرى” بهجومها في شمال شرقي سوريا وإن تحرك مجلس النواب الأمريكي يهدف للانتقام.
وأضاف: “هؤلاء الذين فشلت مشاريعهم تحولوا صوب (اتخاذ) قرارات عفا عليها الزمن. الدوائر التي تعتقد بأنها ستنتقم بهذه الطريقة هي على خطأ. هذا القرار المخزي من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة لا أهمية له بالنسبة لحكومتنا وشعبنا”.
اضف تعليقا