تعيش لبنان منذ 17 أكتوبر الجاري حراكًا شعبيًا فريدًا من نوعه، فلأول مرة تخرج مظاهرات من مختلف الطوائف تنادي برحيل النخبة السياسية وانهاء المحاصصة الطائفية، إذ تأتي سلسلة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضَا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، إلا أن هذا الحراك لم يسلم من التدخلات الخارجية، إذ أثارت بعض الصحف الحديث حول شراء ذمم إعلامية لبنانية من جانب السعودية والإمارات لتغطية الحراك على الوجه الذي يشوه ويسيء إليه ويعتبره إحدى صور الفوضى العارمة.
تمويل إماراتي وسعودي لتغطية الاحتجاجات الشعبية في لبنان
ذكرت جريدة “الأخبار” اللبنانية ذكرت في عددها الصادر، أمس أن رؤساء قنوات تلفزيونية لبنانية، اعترفوا بتلقي تمويل سعودي وإماراتي، لتغطية الحراك الشعبي، حيث قالت الجريدة في مقال تحت عنوان “خطف الحراك”، إن “الضاهر اعترف أمام الحريري بأنه تلقى مع الخياط والمر، تمويلًا من السعودية والإمارات لتغطية الاحتجاجات”، كما قالت أن، “السعوديون والإماراتيون أيضاً موّلوا رئيس حزب القوات سمير جعجع، لكي يعود ويذكّر اللبنانيين بميليشياته وحواجزه السلمية”.
تابعت الجريدة أن، “اشتراك الدول الإقليمية في دعم جماعات محدّدة من المتظاهرين، وشخصيات ووسائل إعلام تزداد وتتكشّف كل يوم، والدفع في الشارع نحو السقوف المرتفعة يصل نقطة اللاعودة”، وأضافت، أن، “رئيس مجلس إدارة «أل بي سي آي»، بيار الضاهر، اعترف قبل أيام للرئيس سعد الحريري، كيف تلقّى أموالاً من السعودية والإمارات، مع زميليه تحسين الخيّاط وميشال المرّ، في جلسة عوّض بها الحريري انقطاعه عن لقاء السفيرين السعودي والإماراتي، على عكس باقي الدول الأخرى، لا سيما الأوروبية منها”.
العربية تزيف حقيقة المظاهرات اللبنانية
تهدف قناة “العربية” السعودية الى إثارة الاضطرابات في لبنان وحرف التظاهرات الشعبية المطلبية عن مسارها السلمي، وجعلها مرتدية زيًا طائفيًا، وربطها بأجندة وحشدها من جهات معينة، ناكرة الطابع الاقتصادي والمعيشي الذي دفع بالشعب اللبناني الى الشارع.
تحاول أيضًا “قناة العربية” الاصطياد في الماء العكر عبر بث مقابلات مع عدد من المتظاهرين وإظهار وجهة نظر فريق سياسي خاص كمطلب يردده جميع أبناء الشعب اللبناني، كما بدأت هذه القناة الممولة سعوديًا بضخ صور ومقاطع مفبركة ومركبة تظهر اللبنانيين وهم يشتمون رموز بعضهم البعض، وفي مكان آخر تظهر اللبنانيين يعتدون على بعضهم البعض، وكل ذلك عبر النفخ الطائفي والفتنوي.
لبنان تنفي الواقعة
في المقابل، نفى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، صباح أمس، الاثنين، بشكل قاطع، صحة ما نشرته إحدى الصحف اللبنانية في عددها الصادر، الأثنين (28 أكتوبر)، حول أنه تبلغ معلومات مفادها بأن السعودية والإمارات تقومان بتمويل 3 قنوات فضائية لبنانية خاصة لتغطية الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي تشهدها البلاد.
وأكد المكتب الإعلامي للحريري- في بيان له أن ما نشرته الصحيفة في هذا الصدد، مختلق ولا أساس له من الصحة.وكانت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، قد ذكرت أن رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات «إل بي سي آي» بيار الضاهر قد اعترف أمام رئيس الحكومة سعد الحريري قبل عدة أيام أنه تلقى أموالا من السعودية والإمارات مع زميليه تحسين الخياط رئيس قناة (الجديد) وميشال المر رئيس قناة «إم تي في» لتكثيف التغطية الإخبارية للتظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي تمر بها البلاد بما يعطي التحركات الشعبية زخما أكبر.
لكن اللبنانيين يقظون
باتت هذه القنوات واخواتها الناطقة باسم السعودية والمخضرمة بالكذب والفبركة، شهيرة للجميع بتوجهاتها السياسية وانتماءاتها الطائفية، حيث أعرب الكثير من المتظاهرين اللبنانيين عن امتعاضهم واستيائهم لأسلوب تغطية الإعلام السعودي للأحداث في لبنان.
وفي هذا السياق، شن متظاهر لبناني، هجوما على مراسلة قناة العربية في لبنان أثناء تغطيتها للاحتجاجات في بيروت، كما بث نشطاء مقطع فيديو لـ”ريما مكتبي” أثناء قيامها بتوجيه عدد من الانتقادات للمتظاهرين اللبنانيين، ليظهر متظاهر لبناني خلفها قائلا: “أنتم قناة (العبرية)”.
اضف تعليقا