قال رئيس الأركان الإيراني “محمد باقري”، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تدبران مؤامرة لاستغلال الاحتجاجات في لبنان والعراق للمجيء بحكومتين مواليتين لهما.
وفي كلمة له خلال حفل عسكري أقيم في مدينة قم الإيرانية، الخميس، أوضح باقري: إن الاحتجاجات في العراق مستمرة منذ 1 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا.
وأضاف إن مظاهرات لبنان انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تدبران مؤامرة في العراق ولبنان باستخدام المصالح المشروعة للشعبين في اتيان حكومتين مواليتين لهما.
وقال باقري “تريد الولايات المتحدة وإسرائيل دفع الشعبين العراقي واللبناني بعيدا عن سلطات بلديهما، والسلطات الدينية (يقصد الشيعية) والشعوب في هذه الدول تعارض تلك المؤامرات”.
وتتواصل في لبنان احتجاجات بدأت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، تنديدا بزيادة ضرائب في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى المناداة برحيل الطبقة الحاكمة بأسرها.
وبعد أكثر من عشرين يوما من الاحتجاجات يبدو أن الأزمة تراوح مكانها مع تمسك كل طرف في المعادلة بموقفه، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع أكثر، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وبينما قدم سعد الحريري استقالة حكومته، في 29 أكتوبر الماضي، تتمسك بقية مكونات الطبقة الحاكمة بمواقعها، في ظل وعود من الرئيس ميشال عون، ببناء دولة مدنية، وإصلاح الاقتصاد، ومحاربة الفساد عبر تحقيقات “لن تستثني أحدا من المسؤولين”.
لكن المحتجين يصرون على رحيل بقية الطبقة الحاكمة، ويضغطون، عبر قطع طرقات حيوية ومحاصرة مؤسسات حكومية، لتنفيذ بقية مطالبهم، ومنها أيضا تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرّة، وإجراء انتخابات مبكرة، ومحاسبة جميع الفاسدين في السلطة، ورفع السرية عن حسابات السياسيين المصرفية.
أما في العراق.. فمتحديًا احتجاجات مستمرة منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، يرفض رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، الاستقالة، ويرهن رحيله باتفاق القوى السياسية على بديل له، محذرًا من أن الاستقالة من دون وجود “بديل سلس سريع” سيترك مصير العراق (الغني بالنفط) للمجهول.
وضمن محاولات الأحزاب الحاكمة لاحتواء الاحتجاجات، تبنت الحكومة إجراءات إصلاحية في مجالات متعددة، وشكل مجلس النواب لجنة لبحث تعديل دستور 2005، وهو ما يرفضه المحتجون، ويحاولون فرض عصيان مدني، عبر إغلاق مؤسسات حكومية واقتصادية.
ورغم مقتل ما لا يقل عن 275 محتجًا وإصابة أكثر من 12 ألف آخرين، فضلًا عن خسائر بلغت ستة مليارات دولار، وفق القوات المسلحة، يتمسك المحتجون بمكافحة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وقبلهما رحيل الحكومة التي تتولى السلطة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2018.
اضف تعليقا