أعرب رئيس الوزراء السوداني “عبدالله حمدوك”، الإثنين، عن تطلع بلاده لـ”شراكة استراتيجة” مع الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها “حمدوك” خلال جلسة خاصة بالسودان، في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وقال: “نريد دعم الاتحاد الأوربي لعملية السلام في السودان، ودعم العملية السياسية وحشد الموارد التنموية في الفترة المقبلة”.
وأَضاف: “نتطلع لشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأن يسيروا معنا.. نتطلع لشراكة استراتيجية مع الاتحاد”.
وتابع: “كما نأمل في الحصول على دعم في بناء القدرات ومؤسسات الدولة المدنية”، لافتا إلى أن حكومته تريد مساعدة الاتحاد الأوروبي في إزالة اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب.
وأكّد أن “الظروف تغيرت ولم يعد السودان دولة ترعى الإرهاب، ودعم الاتحاد الأوروبي سيساهم في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب”.
ولفت “حمدوك”، إلى أن إصلاح الاقتصاد وتحقيق السلام وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، تشكل أكبر التحديات أمام حكومته.
وتبذل الحكومة الجديدة بقيادة “حمدوك”، جهودا لشطب اسم السودان من قائمة الإرهاب المدرج عليها منذ العام 1993، وإبعاد شبح عقوبات دولية يخضع لها السودان منذ عام 2006، بسبب الحرب في دارفور (غربي البلاد) المستمرة منذ 2003.
ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرًا تجاريًا كان مفروضا على السودان منذ 1997.
لكن واشنطن لم ترفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، المدرج عليها منذ عام 1993، لاستضافته “أسامة بن لادن” الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة”.
وحول تحقيق السلام في دارفور (غرب)، أكد “حمدوك”، أن حكومته جادة في تحقيق السلام، وأن الإرادة متوفرة.
وأشار إلى أنه زار دارفور الأسبوع الماضي، والتقى النازحين وسمع منهم آرائهم، معتبرا أنهم “الفئات الأكثر تضررا، والمعرضين لأزمات أكبر”.
وأكد أنهم يعملون على معالجة الأسباب الرئيسية للصراع في دارفور للوصول إلى سلام دائم.
ويشهد إقليم دارفور نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية والحركات المسلحة منذ العام 2003، ما أدى إلى قتل حوالى 300 ألف شخص ونزوح نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
وبشأن علاقة السودان بجارته الجنوبية، أكد “حمدوك”، أن الحكومة الانتقالية تعمل على حل القضايا العالقة بين البلدين بما فيها النفط.
وتعاني دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، من حرب أهلية منذ أواخر 2013، اتخذت بعدًا قبليًا، وخلفت نحو 10 آلاف قتيل، ومئات آلاف المشردين.
وحول ملف سد النهضة الإثيوبي، أعرب “حمدوك”، عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مفيد للدول الثلاثة السودان ومصر وإثيوبيا.
وأكد أن المفاوضات بين الدول الثلاثة ستمكن من الوصول لحل يفضى لاستفادتها جميعا من سد “النهضة”.
واكتسبت قضية السد زخمًا دوليًا في الآونة الأخيرة، وجرت في واشنطن اجتماعات بين الدول الثلاثة برعاية أمريكية الأسبوع الماضي.
كما اقترحت روسيا، أواخر أكتوبر/تشرين أول الماضي، القيام بوساطة لحل الأزمة المتعلقة بعدم الاتفاق على عدد سنوات وقواعد ملء وتشغيل السد.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليارا.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.
اضف تعليقا