بات الرئيس البوليفي السابق ايفو موراليس الثلاثاء في طريقه إلى المكسيك التي منحته اللجوء السياسي، في وقت تعهد الجيش مساعدة الشرطة في التصدي لأعمال عنف بعدما تسببت استقالة الرئيس المفاجئة بفراغ في السلطة.
وتعهّدت نائبة رئيس مجلس النواب المعارضة جانين آنيز التي ستتولى الرئاسة المؤقتة للبلاد إجراء انتخابات لإنهاء الأزمة السياسية.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأميركية تخوّفتا من فلتان أمني في البلاد عندما استقال عشرات المسؤولين والوزراء ولجأ بعضهم إلى سفارات أجنبية.
واتصل موراليس بوزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد الاثنين لطلب اللجوء وغرّد فيما بعد قائلا إنه “في طريقه إلى المكسيك”.
وأكد إبرارد أن بلاده وافقت على منح موراليس حق اللجوء وأعلن في ساعة متأخرة الإثنين إن طائرة عسكرية مكسيكية على متنها الرئيس السابق “قد أقلعت … وعلى متنها موراليس”.
وأضاف إبرارد “وفقا للمعادات الدولية، إنه تحت حماية المكسيك. تم إنقاذ حياته وسلامته”.
وشكر موراليس المكسيك لحمايتها له وتعهد العودة إلى بلاده “أقوى وأكثر نشاطا”.
وتوقفت طائرته للتزود بالوقود في اسونسيون عاصمة باراغواي في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، على ما أفاد وزير داخلية هذا البلد اوكليديس اكيفيدو الصحافيين.
وجاءت الأحداث غداة الاستقالة المفاجئة لموراليس (60 عاما) بعدما خسر دعم الجيش في أعقاب ثلاثة أسابيع من التظاهرات الحاشدة احتجاجا على فوزه في الانتخابات المثيرة للجدل لولاية رابعة غير دستورية.
وقال الجنرال وليامز كاليمان في خطاب متلفز إن “القيادة العسكرية للقوات المسلحة قامت بالترتيب لعمليات مشتركة مع الشرطة لمنع إراقة الدماء والاقتتال داخل العائلة البوليفية”.
وقتل ثلاثة أشخاص في مواجهات منذ الانتخابات المثيرة للجدل.
وفي وقت سابق دعا قائد شرطة لاباز خوسيه بارينيكيا الجنرال كاليمان إلى “التدخل لأن الشرطة البوليفية شهدت تجاوزات”. وقد تعرضت بعض ثكنات الشرطة في أنحاء البلاد لإحراق أو نهب الإثنين.
وقالت آنيز للصحافيين في لاباز “سندعو لإجراء انتخابات”، مشيرة إلى “عملية انتخابية تعكس إرادة جميع البوليفيين”،
– توقيف مناصرين لموراليس –
في تغريدة أطلقها من منطقة تشاباري المشهورة بزراعة الكوكا والتي انتقل إليها جوا الأحد دعا موراليس المعارضة إلى “تهدئة الأوضاع في البلاد” بعدما تعرّض عدد من مناصريه لأعمال عنف في لاباز.
وشاهد مصورو وكالة فرانس برس مدنيين يجرون توقيفات لأشخاص بعد مواجهات مع مناصرين لموراليس، أحيانا بالتعاون مع الشرطة.
وتم تركيع عدد ممن أوقفوا في الشوارع وأيديهم خلف ظهورهم وبعضهم ينزف.
في الأثناء قال مراسو فرانس برس إنهم رأوا المئات من مناصري موراليس يشاركون في مسيرة انطلقت من مدينة إل ألتو وصولا إلى لاباز.
وأغلقت المحال والشركات في لاباز الإثنين غداة أعمال نهب سجّلت في أنحاء من العاصمة وفي مدينة إل ألتو المجاورة.
وقال قائد الشرطة فلاديمير يوري كالديرون إن عناصره الذين لازموا بغالبيتهم مراكزهم خلال أعمال الشغب التي اندلعت الجمعة وانضم كثر من بينهم للمحتجين، سيعودون إلى الشوارع لحفظ الأمن.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أعرب عن قلقه من تدهور الأوضاع الأمنية، كما دعت منظمة الدول الأميركية إلى “إرساء السلام واحترام سيادة القانون”.
كذلك دعت المنظمة ومقرها واشنطن الكونغرس البوليفي إلى عقد جلسة طارئة من أجل “تشكيل سلطات انتخابية جديدة لضمان عملية انتخابية جديدة”. وتعقد المنظمة اجتماعا الثلاثاء لبحث الأوضاع في بوليفيا.
وجاءت الدعوة بعدما لجأ وزير الأمن كارلوس روميرو المسؤول عن الشرطة إلى السفارة الأرجنتينية، وفق ما أعلن مصدر في وزارة الخارجية في بوينوس ايرس.
واستقال عدد من وزراء حكومة موراليس ومسؤوليها بعد إعلانه التنحي، ولجأ 20 نائبا ومسؤولا حكوميا كبيرا لمقر إقامة سفير المكسيك.
وأثارت الاستقالات المتتالية تساؤلات عمن بات في موقع المسؤولية، خصوصا مع استقالة نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا.
وبعدما استقال رئيسا مجلسي الشيوخ والنواب أبدت نائبة رئيس مجلس النواب جانين آنيز الأحد استعدادها لتولي الرئاسة المؤقتة للبلاد.
– تحمل المسؤولية –
وكان موراليس البالغ 60 عاما قد أعلن الأحد استقالته في خطاب متلفز في يوم تسارعت فيه الأحداث.
وعمّت الاحتفالات شوارع لاباز على الفور ولوّح المحتجون في فرح بأعلام بلادهم، لكنّ أحداث عنف ونهب وقعت لاحقا في لاباز ومدينة إل ألتو المجاورة.
والإثنين اتّهم موراليس الذي كان مزارعا للكوكا قبل أن يصبح أول رئيس للبلاد من السكان الأصليين في العام 2006 زعيمي المعارضة ميسا ولويس فرناندو كاماتشو بـ”العنصرية” وبـ”التخطيط لانقلاب”.
والإثنين رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستقالة موراليس التي اعتبرها “لحظة مهمة للديموقراطية في النصف الغربي للكرة الأرضية”، مشيدا بموقف الجيش البوليفي ودوره.
وقال ترامب إن “هذه الأحداث توجه رسالة قوية إلى الأنظمة غير الشرعية في فنزويلا ونيكاراغوا بأن الديموقراطية وإرادة الشعب تسودان دائما في نهاية المطاف”.
في المقابل نددت فنزويلا وكوبا بما اعتبرتاه انقلابا في بوليفيا.
– مخالفات –
والأحد، دافع موراليس عن حقبته التي شهدت مكاسب رئيسية ضد الفقر والجوع في البلاد وكذلك مضاعفة حجم اقتصاد البلاد ثلاثة اضعاف خلال حكمه الذي استمر نحو 14 عاما.
وفاز موراليس بولاية رئاسة رابعة مثيرة للجدل حين أعلنته المحكمة فائزا في الانتخابات الرئاسية في 20 تشرين الأول/اكتوبر بفارق ضئيل عن منافسه.
لكنّ المعارضة ندّدت بوقوع تزوير وقادت احتجاجات استمرت ثلاثة اسابيع وشهدت مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة المئات.
وطلبت منظّمة الدول الأميركيّة إلغاء نتيجة الانتخابات وقد أكّدت الأحد وقوع تجاوزات في كل مناحي الانتخابات التي راقبتها.
وفيما استمر البوليفيون في احتجاجاتهم في الشوارع، دعا موراليس إلى انتخابات جديدة ، لكنّ هذا التنازل لم يكن كافيًا لتهدئة غضب الشارع، وقد انضم قادة القوات المسلحة والشرطة إلى الدعوات المطالبة باستقالته.
اضف تعليقا