رأى مراقبون أن هناك 5 أسباب رئيسية سوف تدفع تركيا باتجاه تشغيل منظومات الدفاع الصاروخية “إس-400” وإدخالها الخدمة الفعلية، بعد تحمل العقوبات الأمريكية في نهاية المطاف.

وطوال الأشهر الماضية تسبب حصول تركيا على منظومات الدفاع الصاروخية “إس-400” في تأجيج خلافات لا تزال مستمرة بين أنقرة وواشنطن التي لوحت بفرض عقوبات على الأولى بموجب قانون (مواجهة أعداء أمريكا من خلال قانون العقوبات).

وتقول واشنطن إن منظومة الصواريخ الروسية لا تتوافق مع دفاعات حلف الأطلسي وتهدد مقاتلاتها من نوع “إف-35” التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”.

وعلى الرغم من التهديدات بفرض عقوبات أمريكية بدأت تركيا في تسلم دفعات من صواريخ “إس-400” في يوليو/تموز.

وردا على هذه الخطوة قامت واشنطن بإبعاد تركيا من برنامج مقاتلات “إف-35” والتي تشارك أنقرة في إنتاجها وترغب في شرائها أيضا، لكنها لم تفرض أي عقوبات حتى الآن على أنقرة.

وفي المقابل لم تشغّل تركيا بطاريات صواريخ “إس-400” التي تسلمتها حتى الآن، وما زالت واشنطن تأمل في إقناع حليفتها بالابتعاد عن المنظومات الروسية.

ومع مرور الوقت تقترب تركيا من الموعد المعلن سابقا لتفعيل المنظومة الصاروخية الروسية في أبريل/نيسان المقبل، وتزداد حاجتها الماسة لتفعيلها، كما تنعدم معها أي حلول في الأفق، يمكن أن تكون مرضية لتركيا وتقنعها بوقف تلك الخطوة.

ولخص مراقبون، وفق موقع “القدس العربي” دوافع تركيا بتفعيل المنظومة الروسية وتحمل عواقب العقوبات أمريكي في 5 أسباب رئيسية:  

فقدان الثقة بواشنطن

على مدار سنوات فشلت واشنطن في الالتزام بوعودها السابقة لأنقرة في الكثير من الملفات المحورية.

وعقب سنوات من الخلافات العميقة حول سوريا وصواريخ باتريوت ودعم الوحدات الكردية وغيرها، وصلت أنقرة للمرحلة التي لا يمكنها على الإطلاق الوثوق بأي وعود أمريكية جديدة.

ويزيد من فقدان الثقة لدى تركيا، التقلب الكبير في قرارات وإجراءات الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة “دونالد ترامب” لاسيما في يتعلق بأنقرة أنقره.

قرار استراتيجي

ترى تركيا أنها بحاجة استراتيجية ماسة جداً لتفعيل المنظومة الدفاعية في أسرع وقت ممكن في ظل تصاعد تخوفاتها من حصول مواجهة عسكرية كبرى في المنطقة.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر غير المسبوق بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي يزيد حاجة تركيا لمنظومة دفاعية متقدمة لحماية مجالها الجوي من أي صواريخ أو طائرات تهدد أراضيها إذا وقعت مواجهة كبرى في دولة جارة.

اضطرابات العراق

من المرجح أن يؤدي تصاعد الاضطرابات الداخلية في العراق وما قد يمهد له ذلك من عودة الفوضى واحتمال دخول العراق في أي مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا وما يرافق ذلك من تهديدات على طول الحدود الواسعة بين البلدين.

الأزمة السورية

تتواصل الأزمة السورية بقوة وعادت لزخمها في مناطق شرقي نهر الفرات قرب الحدود مع تركيا بطول أكثر من 400 كيلومتر.

وبالتالي فإن أنقرة بحاجة لمنظومة دفاعية في أسرع وقت تحمي شريطها الحدودي ويمكن أن تساهم أيضاً في حماية مناطق سيطرة الجيش التركي شمالي سوريا أيضاً.

شرقي البحر المتوسط

في هذا الملف الجوهري بالنسبة لتركيا، تعتبر المنظومة الدفاعية أحد أبرز احتياجات تركيا في صراعها المتصاعد على الغاز مع قبرص ومصر واليونان والغرب بشكل عام شرقي البحر المتوسط.

قررت أنقرة فرض وجودها شرق المتوسط بالقوة العسكرية وسط خشية من تصاعد التوتر وإمكانية حصول مواجهة عسكرية.

وتشير مصادر تركية إلى أن سواحل شرق المتوسط ستكون مكانا محتملا لنصب إحدى بطاريات المنظومة الدفاعية الروسية.