في الوقت الذي باتت فيه العلاقات الإسرائيلية الرسمية مع السعودية والبحرين والإمارات تتسارع بشكل كبير، وفي ظل الترحيب والاحتفاء الإسرائيليين بخطوات تلك الدول أصبحت الفرصة سانحة أمام جميع المناصرين لدولة الاحتلال للتعبير عن دعمهم للسياسات التطبيعية التي تنتهجها تلك الدول.

كسرت النخب السعودية قاعدة الخوف من التطبيع، وأصبحت تتحدث دون خجل أو خوف من أي رد فعل عربي، عن ضرورة التطبيع مع “إسرائيل”، وإبرام الاتفاقيات معها، وتبادل الزيارات، وصولاً إلى التشكيك في أحقية المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك، ويقف النظام السعودي صامتاً أمام تجرؤ عدد من شخصياته الإعلامية والأكاديمية على الجهر بالتطبيع، وكان آخر ذلك زيارة الناشط الإعلامي محمد سعود لـ”إسرائيل”، ضمن وفد إعلامي عربي.

وفد إعلامي عربي يزور إسرائيل

كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، عن استضافتها وفداً إعلامياً ومدونين من دول عربية، بينها دول من الخليج (لم تسمها)، ومن العراق أيضاً، وقالت خارجية الاحتلال إن الوفد “قام بجولة سياحية وثقافية، واطلعوا على مشروع السكك الحديدية الذي تنوي إسرائيل إنشاءه للربط مع دول المنطقة”.

وذكرت أن استضافة هذا الوفد “جاءت في إطار منح الفرصة للصحفيين للتعرف المباشر على المجتمع الإسرائيلي المتنوع، والقيام بجولة في إسرائيل”، وأضاف البيان أن الضيوف تعرّفوا على مختلف المواقف الإسرائيلية في قضايا عدة، وتم إطلاعهم على مشاريع في مجال التطوير والابتكار.

كما زار الوفد متحف “ياد فاشيم” للضحايا اليهود في حقبة النازية، إضافة إلى الكنيست والأماكن المقدسة في القدس، وقال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، إنه استعرض أمام الوفد مشروعه الذي أطلق عليه “سكك السلام الإقليمي”، الذي يطمح من خلاله إلى ربط إسرائيل بدول عربية وخليجية.

منظمات مجتمع مدني تطلق مبادرة للتطبيع مع إسرائيل

شارك 30 مندوباً من المجتمع المدني من 15 دولة عربية في مبادرة تطبيع جديدة، بالإضافة إلى يهود غير إسرائيليين، التقوا في العاصمة البريطانية لندن، الأربعاء (20 نوفمبر الجاري)، لتشكيل مبادرة جديدة تحمل عنوان “المبادرة العربية للتكامل الإقليمي”.

استند المؤتمر لمبدأ عدم إقصاء أي دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلي، من جهود التكامل والتعاون والشراكة في مختلف المجالات، لا سيما الثقافية والفكرية والاقتصادية، بحسب ما أوضحت قناة “الحرة”، التي انفردت بتغطية المؤتمر عربياً.

وقالت القناة، “ساد المؤتمر توجه واضح حول رفض التطرف والتشدد والإرهاب، وحمّل كثيرون المسؤولية للقراءة المغلوطة للدين الإسلامي”، مضيفة أن المشاركين اتفقوا “على أهمية مواجهة ما يسمى بشيطنة الآخر ورفض التحاور معه أو التعاون معه”، في إشارة إلى الطرف الإسرائيلي.

وذهب المشاركون، خصوصاً من البحرين وتونس والجزائر، إلى الإشادة بالدور الاجتماعي والثقافي والتراثي لليهود العرب في بلدانهم، سواء في السابق أو في الحاضر، كما أعرب ممثلون من دول عربية شهدت هجرة يهودية متعددة الدوافع؛ مثل لبنان وليبيا واليمن والجزائر، عن أسفهم لفقدان مواطنيهم اليهود الذين كان لهم دور مهم في التنمية والثقافة والاقتصاد في مجتمعاتهم.