نددت كوريا الشمالية بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة عازية ذلك إلى “نوبة خرف جديدة” تصيبه، ما يهدد بعودة البلدين إلى الحرب الكلامية مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها بيونغ يانغ لواشنطن لاستئناف المفاوضات النووية.

ومنحت بيونغ يانغ واشنطن مهلة حتى نهاية العام لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية المتأزمة، متوعدة بأنها ستتبنى “نهجا جديدا” لم تحدده إذا لم يقدم الجانب الأميركي عرضا مقبولا.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون وترامب تبادلا شتى أنواع الشتائم والإهانات الشخصية التي وضعت العالم على شفير الحرب خلال العام 2017، وسخر ترامب من كيم بوصفه بـ”رجل الصاروخ” ليرد عليه كيم بالتشكيك في الصحة العقلية للرئيس الاميركي ويتهمه بأنه “خرف ومختل عقليا”.

غير أن انفراجا دبلوماسيا غير مسبوق سجل بينهما وشهد تنظيم عدة لقاءات.

لكنّ مفاوضات إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تعثرت مع فشل قمة في هانوي في شباط/فبراير 2019.

والثلاثاء، أشار ترامب إلى أن العمل العسكري لا يزال ممكنا ردا على سؤال بشأن بيونغ يانغ على هامش قمة حلف الأطلسي في بريطانيا.

وقال ترامب إنه “بالتأكيد يحب إرسال الصواريخ، أليس كذلك؟ لهذا السبب أطلقت عليه +رجل الصاروخ+”.

وردت بيونغ يانغ بقوة الخميس، حيث قالت نائبة وزير الخارجية تشوي سون هوي إن تصريحات ترامب تنم عن “قلة لباقة في كلامه عن القيادة العليا … لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”، مستخدمة الاسم الرسمي للبلد الآسيوي المعزول.

وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية “إذا كان المقصود من هذه التصريحات تذكيرنا بتلك الأيام قبل عامين فقط عندما اندلعت حرب كلامية عبر المحيط … فسيكون ذلك تحديًا خطيرا للغاية”.

واستعادت تشوي توصيف كيم لترامب الذي ذكرته بالإسم، فقالت إن تكراره للتعابير “يجب فعليا تشخصيه على أنه مؤشر نوبة جديدة من الخرف”.

وجاءت تعليقات كوريا الشمالية غداة تحذيرها من أنه إذا استخدمت الولايات المتحدة القوة العسكرية ضدها، فسوف تتخذ “إجراءات مقابلة فورية على أي مستوى”.

وصرح ترامب خلال قمة حلف الأطلسي “لدينا أكبر قوة عسكرية على الإطلاق عبر تاريخنا، ونحن أقوى دولة في العالم بفارق كبير”.

وأضاف “نأمل ألا نضطر لاستخدامها، لكن إذا احتجنا فسوف نستخدمها”.

وتعرف الوكالة الكورية الشمالية باستخدامها لغة حادة ومهينة في وصف الخصوم السياسيين لبيونغ يانغ، إذ وصفت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غيون هاي بانها “عاهرة ماهرة” والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ”القواد”.

وخلال الاسابيع الأخيرة، أصدرت كوريا الشمالية سلسلة من التعليقات الشديدة النبرة مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة للتفاوض.

كما من المرتقب أن يلقي كيم خطابا لمناسبة العام الجديد، وهو خطاب سياسي بالغ الأهمية في الدولة المعزولة، في الأول من كانون الثاني/يناير.

والأربعاء، قال مسؤول آخر في بيونغ يانغ ردا على تعليقات ترامب الثلاثاء إنّ استخدام القوات المسلحة “ليس امتيازا للولايات المتحدة دون سواها”.