كشف رئيس الوزراء التركي الأسبق “أحمد داود أوغلو”، الجمعة، عن مبادئ حزبه الجديد “المستقبل”، والسياسات العامة التي سيتبعها، في مؤتمر تعريفي بالعاصمة أنقرة.

وقال “داود أوغلو”: “نتجاوز آلام الماضي، ونستفيد من الدروس النابعة منها، وننظر إلى المستقبل، فمن يتعلم ويغلب الخوف ويمتلك الأمل دون شكوى وصراخ وتفرقة، قادر على المضي للمستقبل والنظر إليه”.

وأضاف: “في مسيرنا للمئوية الأولى، نحن بحاجة للإجابة عن تساؤلات في مرحلة التحولات في احترام الحقوق والسيادة الوطنية، بمفهوم سياسة عامة تعمل على احترام العادات والحريات”.

وتابع: “الأسس الأساسية هي إحياء الإنسان، واستخدام القوانين على شكل أداة للمساواة بين حقوق المواطنين، والحفاظ على حقوق الملكيات والحريات واحترام المبادئ العالمية الأساسية للإنسان”.

ولفت “داود أوغلو” إلى أهمية “دعم حرية التعبير، والانتقال إلى نظام حقوقي مناسب، ومحاربة كل الذهنيات التي تحارب حقوق الأفراد، ومنهم من قاموا بالانقلاب عام 2016، إضافة إلى حرية الصحافة، وسياسة المساواة الأكيدة بين جميع المواطنين، دون تفريق بين الأقليات الدينية والإثنية”.

وحول حقوق الأقليات، أفاد بـ”احترام الثقافات لكل شرائح المجتمع، وحق الجميع بتطوير هذه الحقوق، وحق التعلم باللغة الأم، ما يعزز السلام”، في رسالة للأكراد، قائلاً: “نجد الهجرات السابقة رابطاً ثقافياً، وحزبنا، عبر العقل المشترك، سيكون داعماً لهذا الرابط”.

وأشار إلى أن “المبدأ الوجداني هو احترام الأديان والأعراق، في السياسة يجب عدم زج الدين بالسياسة، هناك حرية ممارسة الشعائر الدينية دون ربطها بالسياسة، التي يجب أن تكون وفق الاستحقاق واللياقة”.

وتطرق إلى “الحرية العلمانية وحكم الأغلبية، والاستماع إلى مطالب الطائفة العلوية، وإيجاد حلول لمشاكلهم، وكذلك لمن هم من غير المسلمين، ومن هم على معتقدات مختلفة”.

وركّز “داود أوغلو” على ضرورة تطوير القضاء بقوله: “الحرية والأمن والحفاظ على الأمن العام، وارتباطهما مع بعضهما البعض، من أهم المبادئ، وضد أي مظاهر للفوضى، ولذلك أهم وظيفة تتعلق بالقضاء، ومحاربة الإرهاب ضرورة لتركيا، وبالتالي تركيا بحاجة لمفهوم واسع في مجال الأمن”.

وأكد رئيس الوزراء التركي السابق أن حزب المستقبل “يحارب التمييز بين الرجل والمرأة، ويؤمن بالمساواة بينهما في جميع الحقوق، وأن الصحة والتعليم قائمان على حقوق الأفراد، وفق المعايير الدولية، وهي مسالة أمن قومي، وحقوق الأطفال والشباب والعائلات، والحقوق الاجتماعية ودعم العائلات ومتانتها، لما لها من دور في التنمية، والهدف هو دعم الرجل للمرأة والعمل المشترك”.

واتخذ “المستقبل” ورقة خضراء لشجرة الدلب أو القميز، شعاراً له، ليكون الحزب الجديد على الساحة السياسية التركية.

و”داود  أوغلو” أستاذ جامعي سابق، شغل منصب رئيس وزراء تركيا، بين 2014 و2016، ​كما تولى قبله حقيبة الخارجية، حيث قام بهندسة سياسة خارجية تركية أكثر وضوحا في الشرق الأوسط، وظل لوقت طويل أحد أقرب حلفاء الرئيس التركي الحالي “رجب طيب أردوغان”.

لكن الرئيس التركي استبعده عام 2016، وسط خلافات بين الرجلين على ملفات عدة، وخصوصا تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة.

وبعد صمت طويل، تخلى “داود أوغلو” عن موقفه المتحفظ وأخذ ينتقد “أردوغان” علنا، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن استقالته من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، قائلا إن الحزب “لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا، ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه”