أعلنت مصادر عراقية مطلعة، عن قيام قائد “فيلق القدس”، بالحرس الثوري الإيراني؛ “قاسم سليماني”، بالتواجد في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، بهدف الضغط على القيادة السياسية للبلاد، لحسم تكليف “قصي السهيل”، المقرب من طهران، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وقالت المصادر إن “سليماني”، يتواجد إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق “نوري المالكي”، والقيادي بمليشيات “الحشد الشعبي”؛ “أبومهدي المهندس”، حسبما نقلت صحيفة “العربي الجديد”، عن تلك المصادر، الأحد.
وعاد “سليماني” من إيران إلى العراق، بعد تعثر الاتفاق الذي أبرم، الخميس، بين عدة قوى سياسية، للتفاهم على ترشيح “السهيل”، وانسحاب زعيم تحالف “الفتح”، “هادي العامري”، من المفاوضات، رغبة في ترشيح رئيس وزراء مستقل، وهو ما تتحرك إيران ضده بقوة، حسب المصادر.
وأظهرت وثائق حصل عليها “العربي الجديد”، تكليف تحالف “البناء” البرلماني العراقي؛ المقرب من إيران، “قصي السهيل” رئيساً للوزراء.
وتسعى إيران إلى فرض اسم مقرب منها لتشكيل الحكومة العراقية، خشية أن تعزز أي حكومة جديدة تراجع التأثير الإيراني في العراق على المستوى الشعبي، الذي ارتفع بشكل كبير، خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ شهرين.
وتوقع المحلل السياسي العراقي “محمد التميمي”، أن يتسبب “إصرار القوى السياسية على ترشيح شخصية مرفوضة من قبل المتظاهرين، في التصعيد من موجة الاحتجاجات”.
وحذر من أن “تحدي صبر المتظاهرين هذه المرة، قد يخرج الأمور عن السيطرة”، مضيفا “لهذا على العقلاء، عدم اتخاذ هكذا قرارات تستنفر المتظاهرين”.
ورجح أن “ترشيح السهيل سوف يلاقي رفضاً من قبل المرجعية الدينية العليا، فهي أكدت وقوفها مع مطالب الشعب العراقي، وسوف يكون لها تصعيد بهذا الشأن بعد التصعيد الشعبي، وهنا تكون الطبقة السياسية في مواجهة الشعب والمرجعية معاً”.
وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع حذف زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر”، تغريدته على “تويتر”، والتي وجه فيها رسالة، مساء أمس السبت، إلى تحالف “البناء” و”السهيل”، دعاهما فيها إلى “حقن الدم العراقي، واحترام أوامر المرجعية، وإرادة الشعب، وحفظ كرامتهم”.
ونقلت “العربي الجديد”، عمن وصفته بمصدر مقرب من “الصدر” أن الأخير “حذف التغريدة بعد ضغوطات إيرانية مورست عليه، من أجل تكليف السهيل”.
وكان مصدر برئاسة الجمهورية العراقية، قال إن الرئيس، “برهم صالح” هدد بالاستقالة إذا تواصلت ضغوط الأحزاب لتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء دون موافقة الشعب العراقي، بحسب ما نقلته قناة “الجزيرة”.
ويقول مسؤولون سياسيون، إن الجارة إيران، صاحبة النفوذ القوي في العراق، تواصل سعيها لتمرير “السهيل”، وهو وزير في حكومة “عادل عبدالمهدي” المستقيلة على خلفية الاحتجاجات، بينما أعلن محتجون في الشوارع رفضهم التام لـ”السهيل”، الذين يعتبرونه جزءا من طبقة سياسية تحتكر الحكم منذ 16 عاما في البلاد.
اضف تعليقا