في تصعيد جديد ضد تركيا، تستعد فرنسا للدخول كطرف رابع في الاجتماع الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص الرومية حول منطقة شرق المتوسط المنتظر عقده في 4 يناير/كانون الثاني المقبل، ليتحول الاجتماع الثلاثي إلى (3+1)، على غرار دخول الولايات المتحدة الاجتماعات الثلاثية بين اليونان وقبرص الرومية و(إسرائيل).

وكشفت صحيفة “كاثمريني” اليومية اليونانية، الثلاثاء، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، أن مشاركة باريس في الاجتماع تأتي بطلب من أثينا، التي كثفت من جهودها الدبلوماسية خلال الفترة الأخيرة لمواجهة التطورات في شرق المتوسط، بعد توقيع تركيا اتفاقية مثيرة للجدل لترسيم الحدود البحرية مع حكومة “الوفاق الوطني” الليبية.

وأضافت الصحيفة أن الطلب اليوناني من فرنسا جاء بعد مشاورات مطولة مع مصر وقبرص الرومية والاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن أثينا طلبت من باريس تدخلا أكبر في أزمة شرق المتوسط، وهو ما وافقت عليه الأخيرة.

وأشارت “كاثمريني” إلى أن اليونان تسعى إلى إقناع فرنسا بضرورة أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا أكبر في شرق المتوسط، خصوصا فيما يخص السياسة الخارجية والدفاعية.

وذكر التقرير اليوناني أنه في الوقت الحالي لا يوجد إطار واضح لعمل الاتحاد الأوروبي في أزمة اليونان وقبرص الرومية مع تركيا، وذلك على الرغم من المطالبات اليونانية بذلك.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر لم تسمها، أن مشاركة فرنسا في اجتماع يناير/كانون الثاني المقبل مع مصر وقبرص واليونان، تعد إشارة قوية على تقارب العلاقة بين أثينا وباريس، وبحلول ذلك الوقت أيضا، ستكون اليونان وقبرص الرومية و(إسرائيل) وقعت اتفاقية بناء خط أنابيب شرق المتوسط.

وقال التقرير: “يبقى أن نرى وبشكل أساسي متى وكيف ستشارك إيطاليا في مشروع نقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا الغربية”.

وأشارت الصحيفة إلى حالة الاستقطاب الناشئة في تلك الأزمة، قائلة إنه من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس” مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في واشنطن، بالتزامن مع لقاء مرتقب أيضا بين الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين”.

وفي الوقت نفسه، وعلى ضوء اتفاق الحدود البحرية بين أنقرة والحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، تحاول أثينا المضي قدما في أسرع وقت ممكن لترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة مع إيطاليا ومصر، كما ستجري محادثات مع إيطاليا على المستوى الفني في 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما ستعقد مشاورات ذات صلة مع مصر بالقاهرة الشهر المقبل.

والإثنين، أعلنت (إسرائيل) أنها أتفقت مع قبرص الرومية واليونان على عقد قمة للتوقيع على اتفاقية بشأن مشروع خط أنابيب شرق المتوسط “إيستمد” لنقل الغاز.

ومن المنتظر أن تتبلور الصيغة النهائية للاتفاقية، عقب توقيع إيطاليا عليها،؛ حيث يرمي المشروع لنقل الغاز الطبيعي المستخرج من شرق البحر المتوسط، إلى اليونان عبر قبرص الرومية، ومنها إلى إيطاليا.

وسيكون خط أنابيب الغاز البالغ طوله 2000 كم قادرا على تمرير ما بين 9 و11 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من الاحتياطيات البحرية لحوض شرق المتوسط قبالة قبرص الرومية و(إسرائيل) إلى اليونان، وكذلك إلى إيطاليا ودول أخرى في جنوب شرق أوروبا عبر خط أنابيب الغاز “بوزيدون” و”اي جي بي”.

وأمام تلك التطورات، قال حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم إن أنقرة مستعدة لاستخدام “القوة الخشنة” حال فشل المساعي الدبلوماسية لحماية مصالحها القومية في البحر المتوسط.

وبالتوازي مع ذلك، قال وزير الخارجية التركي، “مولود جاويش أوغلو”، إن بلاده مستعدة لمناقشة القضايا المتعلقة بشرق المتوسط مع اليونان، لكن امتناع أثينا عن الحوار وتترسها بالاتحاد الأوروبي، هو العقبة الأكبر أمام حل المشاكل، على حد قوله.