كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، مساء الأربعاء، عن أن ثمة “انتهاكات حقوقية مروعة ارتكبها مرتزقة سودانيون” يقاتلون في ليبيا ضمن قوات الجنرال “خليفة حفتر”، متهمًا الإمارات بالتعاقد معهم.
وفي بيان له، أكد المرصد: أن المرتزقة السودانيين “تسببوا بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، وشاركوا في قتل مدنيين ليبيين، وتهريب مهاجرين عبر الحدود، إلى جانب أعمال أخرى، كتأمين حقول النفط ومراكز احتجاز”.
وأضاف البيان، أن عددًا كبيرًا من هؤلاء المرتزقة “لديهم خبرات سابقة في القتال، نتيجة مشاركتهم في حرب إقليم دارفور غربي السودان، بين حركات مسلحة متمردة والقوات الحكومية (قوات الدعم السريع)، منذ 2003”.
واتهم المرصد، السودان بخرق الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة منذ عام 2011، على تزويد الأطراف الليبية بالسلاح، كونه يواصل تقديم الدعم العسكري لأحد طرفي الصراع، وهو ما يعني زيادة حجم ونطاق الانتهاكات ضد المدنيين العزل.
واعتمد المرصد على إفادات مقاتلين سودانيين بشأن كيفية وآلية وصولهم إلى ليبيا، وانضمامهم إلى قوات “حفتر”، والأسلحة التي كانت بحوزتهم، والمقابل المادي الزهيد الذي حصلوا عليه.
ومن بين الإفادات التي وثقها المرصد “أ.ع”، مرتزق من درافور قاتل مع “حفتر” في مدينة غريان (100 كلم جنوب العاصمة طرابلس).
وقال “أ.ع” إنه جاء إلى ليبيا للقتال مقابل ألف جنيه سوداني شهريًا (22 دولارًا)، مضيفا أنه وأكثر من 25 فردًا نُقلوا إلى ليبيا عن طريق الصحراء بشكل جماعي.
وأفاد “م.ا” و”م.ع”، وهما من قوات “الجنجويد” السودانية (الدعم السريع- تابعة للجيش)، بأنهما جاءا ومجموعة من القوات من السودان عبر تشاد وصولًا إلى مدينة بنغازي (1000 كلم شرق طرابلس)، ثم محافظة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، فغريان، لينضموا إلى ميليشيات “حفتر” في القتال جنوبي العاصمة طرابلس (غرب)، تحت إمرة قائد يدعى “عبدالسلام الحاسي”.
و”الحاسي”، هو قائد غرفة عمليات ميليشيات “حفتر”، المكلفة بالسيطرة على طرابلس ومحيطها، وأقيل من منصبه بعد هزيمته بغريان، في 26 يونيو/حزيران الماضي.
وتشن قوات “حفتر”، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجومًا متعثرًا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا.
وقال “ع.ش”، مرتزق من “الجنجويد”، إنه وصل في يونيو/حزيران الماضي، إلى منطقة في غريان، وصفها بالقاعدة العسكرية، وتجهّز وزملاء له للقتال في محاور جنوبي طرابلس.
وأضاف أن قوات حكومة الوفاق نجحت في شنّ هجوم مباغت، والوصول إلى مناطق تواجدهم في غريان، ما أدى إلى مقتل 3 من رفاقه.
وأفاد “أ.ص”، مرتزق سوداني، بأنه جاء إلى ليبيا منذ قرابة شهر، ليقاتل بجانب قوات “حفتر”، وكان يتقاضى ألف جنيه سوداني شهريًا، وأحيانًا في الشهرين.
واتهم المرصد الإمارات، بالتعاقد مع مرتزقة سودانيين ومن جنسيات أخرى للقتال بجانب “حفتر”، معتبرا ذلك “عملا مشينا وحاطا بالكرامة، يستدعي المساءلة”.
وعادة ما تنفي أبوظبي صحة اتهامات لها بدعم قوات “حفترط، وتقول إنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وطالب المرصد فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا بالعمل على التحقيق في الجرائم المرتكبة هناك، ومعرفة مدى مسؤولية أطراف دولية في النزاع الليبي، بما يمهد لتقديم المتورطين إلى العدالة.
اضف تعليقا