أجرت كييف وموسكو الخميس جولة جديدة من المفاوضات في بروكسل وصفت ب”البناءة” لكن دون التوصل إلى اتفاق حول نقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا ما يثير قلقا حول الإمدادات هذا الشتاء.
أعلنت كييف وموسكو ليل الاثنين أنهما وقّعتا بعد مفاوضات صعبة عقدا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، ما يبدد المخاوف من قيام أزمة جديدة في وسط فصل الشتاء.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك “وقعت أوكرانيا عقد ترانزيت لمدة خمس سنوات. أوروبا تعرف أننا لن نتخلى عنها”.
وأكد هذه المعلومات رئيس شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم اليكسي ميلر، وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية “تم التوصل إلى الاتفاق النهائي بعد خمسة أيام من المفاوضات المتواصلة في فيينا، وتم توقيع مجموعة كاملة من الوثائق”.
وأوضح أن هذه الوثائق ستتيح مواصلة “نقل الغاز بعد 31 كانون الأول/ديسمبر” تاريخ انتهاء العقد الحالي.
ويندرج العقد ضمن اتفاق أوسع نطاقا سددت غابروم بموجبه الجمعة 2,9 مليار دولار لمجموعة “نفتوغاز” الأوكرانية بين غرامة وفوائد، ويضع حدا لنزاع طويل بينهما أمام الهيئات القضائية الدولية.
وفي المقابل، تخلت “نفتوغاز” عن كل الملاحقات القضائية الأخرى التي تستهدف غازبروم في أوكرانيا والغرب.
وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية الثلاثاء على “أهمية” هذه الاتفاقية و”المحادثات البناءة التي أثمرت نتائجها عن أجواء مواتية لحل المشكلات الأخرى”، بحسب بيان أصدره الكرملين.
وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من جهتها، عن “سعادتها” بالتوصل الى هذه “الخاتمة الناجحة” معتبرة أنها “إشارة مهمة”.
ويتيح الاتفاق بين موسكو وكييف تفادي حرب غاز جديدة بين الدولتين الجارتين، بعد خلافين سابقين انعكسا على إمدادات الغاز لأوروبا في كانون الثاني/يناير 2006 وفي 2009.
وتعول أوروبا إلى حد بعيد على الغاز الروسي الذي يمثل 35% من استهلاكها، إلا أنها خفضت اعتمادها على الأنابيب التي تعبر من أوكرانيا، وقد تراجعت الإمدادات عن هذه الطريق بمعدل 40% خلال السنوات الـ15 الأخيرة مع إقامة أنابيب غاز تلتف على أوكرانيا.
وفي هذا السياق، يفترض أن يدخل الخدمة خطا أنابيب هما الألماني-الروسي نورد ستريم 2 والتركي-الروسي تركستريم اللذان يلتفان حول الأراضي الأوكرانية، ما سيحرم كييف من مبالغ مالية كبيرة ومن سلاح اقتصادي تستخدمه ضد روسيا.
وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الفائت قانونا يفرض عقوبات على الشركات المشاركة في بناء الخطين، معتبرا أن المشروعين سيزيدان من ارتهان الأوروبيين للغاز الروسي وتاليا تعزيز نفوذ موسكو.
غير أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أكد الجمعة أن “نورد ستريم 2” سيبدأ الخدمة قبل نهاية 2020
اضف تعليقا